ذكر غزواته (صلى اللّه عليه و سلم) فى هذه المدة و بعض الحوادث‌

ففى السنة الأولى:

غزوة الأبواء [1]، و هى غزوة ودّان‌ [2] فى صفر. و فى هذه السنة جعلت الصلاة الحضر أربع ركعات، و كانت ركعتين بعد مقدمه (صلى اللّه عليه و سلم) بشهر. كذا قال ابن إسحاق و غيره. و هو قول عائشة- رضى اللّه عنها- و قيل: إنها فرضت أربعا إلا المغرب، فإنها فرضت ثلاثا، و الصبح فرضت ركعتين. و قيل غير ذلك‌ [3]. و اللّه أعلم.

و فيها شرع الأذان‌ [4] و أسلم عبد اللّه بن سلام‌ [5].

[1] الأبواء: قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها و بين الجحفة مما يلى المدينة ثلاثة و عشرون ميلا، انظر معجم البلدان لياقوت الحموى 1/ 79.

[2] ودّان: قرية جامعة بين مكة و المدينة من نواحى الفرع، بينها و بين هرشى ستة أميال، و بينها و بين الأبواء نحو من ثمانية أميال، قريبة من الجحفة. معجم البلدان لياقوت الحموى 5/ 365.

[3] انظر فى ذلك: المغازى للواقدى 1/ 11 و ما بعدها، و السيرة النبوية لابن هشام 2/ 223 و ما بعدها و الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 1/ 3، و جوامع السيرة النبوية لابن حزم ص 132 طبعة مجمع البحوث الإسلامية، و تاريخ الطبرى 2/ 403 و ما بعدها، و تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزى ص 49. و زاد المعاد لابن قيم الجوزية 2/ 83، و الدرر فى اختصار المغازى و السير لابن عبد البر ص 95. و السيرة النبوية لابن كثير 2/ 356، و إمتاع الأسماع للمقريزى ص 51

[4] قال الحافظ ابن حجر العسقلانى فى فتح البارى بشرح صحيح البخارى الحديث رقم 604:

و اختلف فى السنة التى فرض فيها الآذان: فالراجح أن ذلك كان فى السنة الأولى، و قيل بل كان فى السنة الثانية. و ذكره النويرى فى كتابة نهاية الأرب 16/ 399 أنه كان فى السنة الثانية.

[5] انظر الإصابة فى تمييز الصحابة لابن حجر العسقلانى 4/ 163- 165 هو عبد اللّه بن سلام ابن الحارث أبو يوسف من ذرية يوسف النبي (عليه السلام)، حليف القوافل من الخزرج الإسرائيلى ثم الأنصارى، كان حليفا لهم، و كان من بنى قينقاع، أسلم أول ما قدم النبي (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة. و انظر جوامع السيرة النبوية لابن حزم ص 129.