أبو الحسين، أحمد بن فارس بن زكريا: من أعيان أهل العلم و أفراد الدهر.
جُلِب إلى الري ليقوم بتدريس أبي طالب مجد الدولة بن فخر الدولة أبي الحسين بن بويه، فاغتنم الصاحب هذه الفرصة، فقرأ عليه و تلقّىٰ منه، و كان يقول فيه: «شيخنا أبو الحسين ممن رُزِقَ حُسْنَ التصنيف، و أمن فيه من التصحيف» [54].
و نشأتْ بين ابن عباد و استاذه علاقة و صداقة ما فتئت تزداد قوةً و متانة على مرِّ الأيام. و قد توَّج ابن فارس هذه العلاقة بتسمية كتابه الجليل في فقه اللغة ب «الصاحبي» نسبةً للصاحب بن عباد، و في ذلك يقول:
«هذا الكتاب الصاحبي في فقه اللغة العربية و سنُن العرب في كلامها، و إنما عنونتُه بهذا الاسم لأنِي لمّا ألَّفته أودعتُه خزانة الصاحب الجليل كافي الكفاة عمر اللّٰه عراص العلم و الأدب و الخير و العدل بطول عمره، تجملًا بذلك و تحسناً، إِذْ كان ما يقبله كافي الكفاة من علم و أدبٍ مرضيّاً مقبولًا، و ما يرذله أو