responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 54

يمينه و شمعة عن يساره، و عليه معصفرتان كأنهما قطرتا دم و إزار و رداء و قد نفش جمته كأنها برس‌ [1] فصعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أما بعد يا أهل الشام فإنه كتب إلي عثمان بن محمد بن أبي سفيان أن أهل المدينة أخرجوا قومنا من المدينة، و و اللّه لأن تقع الخضراء على الغبراء أحب إلي من هذا. قال: و كان معاوية أوصى يزيد: إن رابك من قومك ريب أو انتقض عليك منهم أحد فعليك بأعور بني مرة فاستشره، يعني مسلم بن عقبة. فلما كان تلك الليلة قال: أين مسلم بن عقبة؟فقام فقال: ها أنا ذا، قال: كن معي. فجعل يزيد يعبي الجيوش، و كان ابن سنان نازلا على مسلم، فقال له: أمير المؤمنين قد بعثني إلى المدينة و مكة. قال: استعفه. قال: فاركب فيلا أو فيلة و تكنّ أبا يكسوم. فمرض مسلم قبل خروجه من الشام، فدخل عليه يزيد بن معاوية فقال: قد كنت وجهتك لهذا البعث و أراك مدنفا؟فقال:

يا أمير المؤمنين أنشدك اللّه أن تحرمني أجرا ساقه اللّه إلي، أنما هو أمر خفيف و ليس علي من بأس!قال: فلم يطق من الوجع أن يركب بعيرا و لا دابة، قال: فوضع على سرير و حمله الرجال على أعناقهم حتى جاءوا به مكانا يقال له البتراء [2] ، فأراد النزول به، فقال: ما اسم هذا المكان؟قيل: البتراء. قال: لا تنزلوا به. فنزلوا بقهر ثم ارتحلوا حتى نزلوا الحرة، فأرسل إلى أهل المدينة أن أمير المؤمنين يقرأ عليكم السلام و يقول: أنتم الأصل و العشيرة فاتقوا اللّه و اسمعوا و أطيعوا فإن لكم في عهد اللّه و ميثاقه عطاءين في كل سنة: عطاء في الشتاء و عطاء في الصيف، و لكم عندي في عهد اللّه أن أجعل سعر الحنطة عندكم سعر الخبط، و الخبط يومئذ سبعة أصوع بدرهم. فقالوا: نخلعه كما نخلع عمائمنا و نعالنا. فقاتلهم فهزمهم و قتل عبد اللّه بن حنظلة و ابن حزم و بضعة عشر رجلا من الوجوه و تسعون رجلا من قريش و بضعة و سبعون رجلا من الأنصار، و قتل من سائر الناس نحو أربعة آلاف رجل، و قتل ابنان لعبد اللّه بن جعفر، و قتل أربعة من ولد زيد بن ثابت، و قال مسلم لعبد اللّه بن جعفر: اخرج عن المدينة لا يقع بصري عليك. و أنهب المدينة ثلاثا، فقتل الناس و ضجت النساء و ذهبت الأموال، فلما فرغ مسلم من القتال انتقل إلى قصر ابن عامر فدعا أهل المدينة ليبايعوه، و كان ناس منهم قد تحصنوا في عرصة سعيد، منهم: محمد بن أبي جهم و نفر معه، فدعاهم للبيعة، فقال: تبايعون لعبد اللّه يزيد أمير المؤمنين على أنكم خوله مما أفاء اللّه عليه بأسياف المسلمين إن شاء وهب و إن شاء أعتق و إن شاء استرق؟فبايعه ناس منهم على ذلك، و جاء عمرو بن عثمان بن بيزيد بن عبد اللّه بن زمعة، وجدته أم سملة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان عمرو بن عثمان


[1] البرس: القطن.

[2] البتراء: اسم مدنية بالأردن.

اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست