responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 52

السلام، و أصحابه الماء فحالوا بينهم و بينه. فقال له شمر بن ذي جوشن: لا تشربون أبدا حتى تشربون من الحميم. فقال العباس بن علي للحسين، عليه السلام: يا أبا عبد اللّه ألسنا على الحق؟قال: نعم. فحمل عليهم فكشفهم عن الماء حتى شربوا و أسقوا، ثم بعث عبيد اللّه بن زياد إلى عمر بن سعد أن قاتلهم. فقال الحسين، عليه السلام: يا عمر اختر مني إحدى ثلاث:

تتركني أرجع كما جئت، و إن أبيت هذه فسيرني إلى الترك أقاتلهم حتى أموت، و إن أبيت هذه فابعث بي إلى يزيد لأضع يدي في يده، و أرسل إلى ابن زياد بذلك فهم أن يسيره إلى يزيد، فقال له شمر بن ذي جوشن: قد أمكنك اللّه منه، أو قال: من عدوك، و تسيره إلى الأمان إلا أن ينزل على حكمك!فأرسل إليه بذلك، فقال: لا حبا و لا كرامة انزل على حكم ابن سمية.

و كان مع عمر بن سعد قريب من ثلاثين رجلا من أهل الكوفة فقالوا: يعرض عليكم ابن ابنة الرسول صلى اللّه عليه و سلم، ثلاث خصال لا تقبلون منها شيئا!فتحولوا مع الحسين، عليه السلام، فقاتلوا حتى قتلوا و قتل الحسين، رضي اللّه عنه، و جميع من معه، رحمهم اللّه، و حمل رأسه إلى عبيد اللّه بن زياد فوضع بين يديه على ترس فبعث به إلى يزيد، فأمر بغسله و جعله في حريرة و ضرب عليه خيمة و وكل به خمسين رجلا.

فقال واحد منهم: نمت و أنا مفكر في يزيد و قتله الحسين، عليه السلام فبينا أنا كذلك إذ رأيت سحابة خضراء فيها نور قد أضاءت ما بين الخافقين و سمعت صهيل الخيل و مناديا ينادي: يا أحمد اهبط، فهبط رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و معه جماعة من الأنبياء و الملائكة فدخل الخيمة و أخذ الرأس فجعل يقبله و يبكي و يضمه إلى صدره، ثم التفت إلى من معه فقال: انظروا إلى ما كان من أمتي في ولدي، ما بالهم لم يحفظوا فيه وصيتي و لم يعرفوا حقي؟لا أنالهم اللّه شفاعتي!قال: و إذا بعدة من الملائكة يقولون: يا محمد اللّه تبارك و تعالى يقرئك السلام و قد أمرنا بأن نسمع لك و نطيع فمرنا أن نقلب البلاد عليهم فقال صلى اللّه عليه و سلم: «خلوا عن أمتي فإن لهم بلغة و أمدا. قالوا: يا محمد إن اللّه جل ذكره أمرنا أن نقتل هؤلاء النفر!فقال: دونكم و ما أمرتم به قال: فرأيت كل واحد منهم قد رمى كل واحد منا بحربة، فقتل القوم في مضاجعهم غيري فإني صحت: يا محمد!فقال: و أنت مستيقظ؟قلت: نعم. قال: خلوا عنه يعيش فقيرا و يموت مذموما، فلما أصبحت دخلت على يزيد و هو منكسر مهموم فحدثته بما رأيت فقال: امض على وجهك و تب إلى ربك.

أبو عبد اللّه غلام الخليل، رحمه اللّه، قال: حدثنا يعقوب بن سليمان قال: كنت في ضيعتي فصلينا العتمة [1] و جعلنا نتذاكر قتل الحسين، عليه السلام، فقال رجل من القوم: ما


[1] صلاة العشاء.

اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست