responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 323

إظهار شكر الموهوب له صفح القادر عن الذنوب، و من تمام السؤدد حفظ الودائع و استتمام الصنائع، و قد كنت أودعت العريان نعمة من نعمك فسلبتها عجلة سخطك، و ما أنصفته إذ غصبته على أن ولّيته ثمّ عزلته و خلّيته، و أنا شفيعه فأحبّ أن تجعل له من قلبك نصيبا و لا تخرجه من حسن رأيك فيضيع ما أودعته و يتوى ما أفدته. فعفا عنه.

قال: و غضب سليمان بن عبد الملك على أبي عبيدة مولاه فشكا إلى سعيد بن المسيّب ذلك، فكتب إليه: أمّا بعد فإنّ أمير المؤمنين في الموضع الذي يرتفع قدره عن أن تعصيه رعيّته و في عفو أمير المؤمنين سعة للمسلمين. فرضي عنه.

قال: و طلب العتّابيّ من رجل حاجة فقضى له بعضها و ماطله ببعض. فكتب إليه: أمّا بعد فقد تركتني منتظرا لرفدك و صاحب الحاجة محتاج إلى نعم هنيئة أو لا مريحة، و العذر الجميل أحسن من المطل الطويل، و قد كتبت:

بسطت لساني ثمّ أوثقت نصفه # فنصف لساني بامتداحك مطلق

فإن أنت لم تنجز عداتي تركتني # و باقي لسان الشّكر باليأس موثق‌

قال: و لمّا بنى المهديّ بريطة ابنة أبي العبّاس كتب إليه يحيى بن سعد بن قيس الأنصاريّ: أدام اللّه لك جميل عاداته عندك و أوتر ما يجري به القدر لك و لا زالت يد اللّه تحوطك في المحبوب و تدرأ عنك المكروه، و هنئت بهذه النعمة و ملّيتها أمنا من زوالها بطول البقاء و المدّة. فقال له ريطة: ما لهذا الكلام ثمن!فقال: و كيف و نحن أطلقنا بإحساننا إليه و إنعامنا عليه لسانه فينا و سنزيده من الثواب لثنائه علينا.

قال: و أمر الرشيد جعفر بن يحيى أن يعزل أخاه الفضل بن يحيى عن الخاتم و يقبضه إليه قبضا لطيفا، فكتب إلى أخيه: قد رأى أمير المؤمنين أن تنقل خاتم خلافته عن يمينك إلى شمالك، فكتب إليه الفضل: ما انتقلت عني نعمة صارت إليك و لا خصّتك دوني.

أحمد بن يوسف الكاتب قال: أمرني المأمون أن أكتب إلى الآفاق في الاستكثار من المصابيح في المساجد، فلم أدر كيف أكتب لأنّه شي‌ء لم أسبق إليه فأسلك طريقته و معناه، فأتاني آت في منامي و قال لي: اكتب: فإنّ فيها أنسا للمجتهدين، و أضاء للسائلين، و نفيا لتكامن الريب، و تنزيها لبيوت اللّه عزّ و جلّ عن وحشة الظلم. فكتب بذلك.

قال: و كتب عمرو بن مسعدة إلى المأمون في رجل من بني ضبّة يستشفع إليه في زيادة في منزلته و جعل كتابته تعريضا: أمّا بعد فقد استشفع بي فلان يا أمير المؤمنين لتطولك في إلحاقه بنظرائه من الخاصّة فيما يرتزقون، فأعلمته أن أمير المؤمنين لم يجعلني في مراتب المستشفعين، و في ابتدائه بذلك تعدّي طاعته و السلام. فكتب إليه المأمون: قد عرفنا توطئتك‌

اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست