responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 322

الأمير!إنّ لي على هذا حقّا قد غلبني عليه. فقال له الآخر: أصلحك اللّه!إنّ هذا باعني عنجدا و قد استنسأته حولا و شرطت أن أعطيه مياومة فهو لا يلقاني في لقم إلا اقتضاني. فقال له الهيثم: أ من بني شيبة أنت؟قال: لا. قال: فمن بني هاشم؟قال: لا. قال: فمن أكفائهم من العرب؟قال: لا. قال: ويلي عليك انزع ثيابه يا حرسيّ!فلمّا أرادوا أن ينزعوا ثيابه قال:

أصلحك اللّه!إنّ إزاري مرعبل. فقال: دعوه فلو ترك الغريب في موضع لتركه في هذا الموضع.

قال: و مرّ أبو علقمة ببعض الطرق فهاجت به مرّة فوثب عليه قوم و أقبلوا يعضّون إبهامه و يؤذنون في أذنه. فأفلت من أيديهم و قال: ما لكم تتكأكئون عليّ كما تتكأكئون على ذي جنّة؟افرنقعوا عني!فقال رجل منهم: دعوه فإنّ شيطانه هنديّ يتكلّم بالهندية.

و قال مرّة لحجّام يحجمه: اشدد قصب الملازم و ارهف ظبة المشارط و خفّف الوضع و عجّل النزع، و ليكن شرطك و خزا و مصّك نهزا، و لا تكرهن أبيّا و لا ترددن أتيّا. فوضع الحجّام محاجمه في جونته و مضى.

محاسن المكاتبات‌

قال: و قال كعب العبسيّ لعروة بن الزبير: قد أذنبت ذنبا إلى الوليد بن عبد الملك و ليس يزيل غضبه شي‌ء فاكتب إليه. فكتب: لو لم يكن لكعب من قديم حرمته ما يغفر له عظيم جريرته لوجب أن لا تحرمه التفيّؤ بظلّ عفوك الذي تأمله القلوب، و لا تعلّق به الذنوب و قد استشفع بي إليك فوثقت له منك بعفو لا يخلطه سخط، فحقّق أمله فيّ و صدّق ثقتي بك مغتنما للشكر مبتدئا بالنعمة. فكتب إليه الوليد: قد شكرت رغبته إليك و عفوت عنه لمعوّله عليك، و له عندي الذي تحبّ إن لم تقطع كتبك عني في أمثاله و في سائر أمورك.

قال: و كتب عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر إلى بعض إخوانه أمّا بعد فقد عاقني الشكّ عن عزيمة الرأي، ابتدأتني بلطف من غير خبرة ثمّ أعقبتني جفاء من غير ذنب طمعني أوّلك في إخائك و آيسني آخرك من وفائك، فلا أنا في غير الرجاء مجمع لك اطّراحا و لا في غدو انتظار منك على ثقة، فسبحان من لو شاء كشف بإيضاح الرأي فيك ما أقمنا على ائتلاف و افترقنا على اختلاف.

قال: و سخط مسلمة بن عبد الملك على العريان بن الهيثم فعزله عن شرطة الكوفة فشكا ذلك إلى عمر بن عبد العزيز، فكتب إليه: فإنّ من حفظ نعم اللّه رعاية حقّ ذوي الأسنان، و من‌

اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست