responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 161

المؤمنين إن كانت من فرائض كلب فلم يروها فلا أرواها اللّه، فأمر لي بمائة من الإبل.

و حدثنا المدائني عن كيسان عن الهيثم قال: حج عبد الملك بن مروان و معه الفرزدق‌ [1] ، فبينا هو قاعد بمكة في الحجر إذ مر علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و عليه مطرف خزّ، فقال عبد الملك: من هذا يا فرزدق؟فأنشأ يقول:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته # و البيت يعرفه و الحلّ و الحرم

هذا ابن خير عباد اللّه كلّهم # هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهر العلم

إذا رأته قريش قال قائلها: # إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

يكاد يمسكه عرفان راحته # ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

ينمي إلى ذروة العزّ التي قعدت # عن نيلها عرب الإسلام و العجم

مشتقّة من رسول اللّه نبعته # طابت عناصره و الخيم و الشّيم

في كفّه خيزران ريحه عبق # من كفّ أروع في عرنينه شمم

ينشقّ نور الدّجى عن نور غرّته # كالشّمس تنجاب عن إشراقها الظّلم

يغضي حياء و يغضى من مهابته # فما يكلّم إلاّ حين يبتسم

من معشر حبّهم دين و بغضهم # كفر و قربهم منجى و معتصم

يستدفع السّوء و البلوى بحبّهم # و يستربّ به الإحسان و النّعم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم # و لا يدانيهم قوم و إن كرموا

إن عدّ أهل النّدى كانوا أئمّتهم # أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

مقدّم بعد ذكر اللّه ذكرهم # في كلّ برّ و مختوم به الكلم‌

قال: فلما فرغ من شعره قال لهم عبد الملك: أو رافضي أنت يا فرزدق؟فقال: إن كان حب أهل البيت رفضا فنعم، فحرمه عبد الملك جائزته، فتحمل عليه بأهل بيته فأبى أن يعطيه، فقال له عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب: ما كنت تؤمل أن يعطيك؟قال: ألف دينار في كل سنة. قال فكم تؤمل أن تعيش؟قال: أربعين سنة، قال: يا غلام علي بالوكيل، فدعاه إليه، و قال: أعط الفرزدق أربعين ألف دينار، فقبضها منه.

قيل: و دخل الفرزدق على سكينة بنت الحسين، فقالت له: من أشعر الناس؟قال: أنا، قالت: كذبت، أشعر منك الذي يقول:


[1] هو همام بن غالب لقب بالفرزدق لغلاظة وجهه و جهومته و كنيته أبو فراس ولد في البصرة و توفي في ولاية هشام بن عبد الملك.

غ

اسم الکتاب : المحاسن و المساوي المؤلف : البيهقي، ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست