دائماً .. الكتاب يدل على شخصية المؤلّف ، تماماً ، كما أنّ الكلام يدل على وزن المتكلّم ، كما يقول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( تكلّموا تُعرفوا فإنّ المرء مخبوء تحت لسانه .. ) وكما يقول المثل : الرجال مخابر وليسوا بمناظر .
وتلك قاعدة عامة تجري في كل شيء في الحياة ، فدائماً : الأثر يدل على المؤثِّر ..
إذا عرفت هذه القاعدة ، أدركت عمق شخصية صاحب هذا الكتاب الذي يرقد بين أصابعك .. ولعلّ الاسم الذي يحمله الكتاب الاجتماع والتاريخ ، لا يعطي الصورة الكاملة لما يدور في داخل الكتاب ـ فهو كتاب يبحث نظرية تطوّر المجتمع وفق مراحل التاريخ الاجتماعي الإنساني ، بحثاً في منتهى الدقّة ، وفي غاية الوعي .
كلماته مختارة ، بعناية فائقة .. وأفكاره ناضجة إلى درجة الاستيعاب الكامل لهذه النظرية الإسلامية ، التي تعتبر من أحاديث شؤون الساعة ؛ إذ ليس هناك مجتمع واحد في الأرض يخلو من أمواجها المتدفّقة ، وتيّاراتها المتدافعة .