responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 10

والمجتمع هو المحك الأساسي لحركات التاريخ ، وحركات الإنسان على أنّ الإنسان ، هو الذي يصنع التاريخ ، وليس العكس .

وبالمثل لا يمكن أن يقال للفرد الذي يعيش بالصحراء ، أو في الغابة وحده دون أن يكون معه أحد ، لا يقال له : إنّه إنسان صادق ، أو كاذب ، أو أمين ، أو خائن مثلاً .

وذلك : لأنّ الصدق ، والأمانة والوفاء .. والصفات المضادة ، إنّما هي رشحات نفسية لا تتحرّك إلاّ بوجود المجتمع الذي يحرّكها ويطلقها من مكانها .. وإلاّ فكيف يكون الواحد منّا صادقاً إذا لم يكن معه مَن يثير درجة الصدق عنده . وإلاّ فقل لي كيف يكون صادقاً ؟

هل يكون صادقاً مع الأشجار في الغابة ، أم مع الحيوانات الغادية الرائمة ؟!

وللتوضيح نقول : إنّ المجتمع لا يمكن أن يأخذ صفة الاجتماع إلاّ إذا كان متحرّكاً ساخناً ، يجري إلى هدفه في الحياة ، سواء كان ذلك الهدف في الناحية الايجابية ، أو الناحية السلبية .. فالحيوانات لديها اجتماع ، ولديها قوانين اجتماعية تسير وفقها كما يؤكّد ذلك القرآن الكريم .. في الآية الكريم : ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) وفي آية ثانية يقول : ( وإذا الوحوش حُشرت .. ) يضاف إلى ذلك الروايات والأحاديث التي جاءت بهذا الخصوص .. زد عليها الأرقام العلمية التي تتحدث عن مجتمعات الحيوان بشتّى أقسامها ، وأنواعها ولكن مع هذا كله ، فليس في الإمكان إطلاق اسم المجتمع على هذه التجمّعات الحيوانية ؛ وذلك لسبب بسيط واحد ألا وهو : أنّ هذه المجتمعات راكدة ، وليست متطوّرة ، بمعنى أنّ مجتمع

اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست