القرآن الكريم علّمنا ضمن سنّة من سنن التاريخ ، أنّ موقع أيّة طائفة في التركيب الفرعوني لمجتمع الظلم يتناسب عكسياً مع موقعه بعد انحسار الظلم . وهذا معنى قوله سبحانه وتعالى :
تلك الطائفة السادسة التي كانت هي منحدر التركيب ، يريد الله سبحانه وتعالى أن يجعل أفرادها أئمة ويجعلهم الوارثين . وهذه سنة أُخرى يأتي الحديث عنها إن شاء الله .
نستخلص ممّا سبق أنّ مدى الظلم في المجتمع يتناسب تناسباً عكسياً مع ازدهار علاقات الإنسان مع الطبيعة ، ويتناسب مدى العدل فيه تناسباً طردياً مع ازدهار علاقات الإنسان مع الطبيعة .
مجتمع الفرعونية المجزّأ المشتّت مهدور القابليات والطاقات والإمكانيات ، ومن هنا تحبس السماء في هذا المجتمع قطرها ، وتمنع الأرض بركاتها . أمّا مجتمع العدل فهو على العكس تماماً ، تتوحّد فيه كل القابليات ، وتتساوى فيه كل الفرص والإمكانيات . هذا المجتمع هو الذي تحدِّثنا عنه الروايات من خلال ظهور الإمام المهدي ( عليه الصلاة والسلام ) . تحدثنا عمّا تحتفل به الأرض والسماء في ظل الإمام المهدي ( عليه السلام ) من بركات وخيرات ، وليس ذلك إلاّ لأنّ العدالة تتناسب دائماً وأبداً مع ازدهار علاقات الإنسان مع الطبيعة ، وهذه هي