اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 426
للمجتمع لا الموت المخروم ، المجتمع له موتان موت طبيعي وموت مخروم . الموت الطبيعي للمجتمع يحدث عن طريق توسّع هذه الفئة الثالثة وازديادها نوعياً وعددياً في المجتمع ، إلى أن تحل الكارثة فينهار المجتمع .
أمّا الطائفة الرابعة : فهم الذين يستنكرون الظلم في أنفسهم ، ولم يفقدوا لُبّهم أمام فرعون والفرعونية ، ولكنّهم يهادنون الظلم ويسكتون عنه فيعيشون حالة التوتّر والقلق في أنفسهم . وحالة التوتّر والقلق هذه أبعد ما تكون عن حالة تسمح للإنسان بالإبداع والتجديد والنمو على ساحة علاقات الإنسان مع الطبيعة . هؤلاء يسمّيهم القرآن ( ظالمي أنفسهم ) قال الله سبحانه وتعالى :
هؤلاء لم يظلموا الآخرين ، ليسوا من الظالمين المستضعفين كالطائفة الأُولى ، وليسوا من الحاشية المتملّقين ، وليسوا أيضاً من الهمج الرعاع الذين فقدوا لبّهم ، بل بالعكس هؤلاء يشعرون بأنّهم مستضعَفون ( قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ ) . هؤلاء لم يفقدوا لبّهم ، بل يدركون واقعهم ، لكنّهم كانوا مهادنين عملياً ؛ ولهذا عبّر عنهم القرآن بأنّهم ظلموا أنفسهم . هذه الطائفة أيضاً لا يترقّب منها أن تُبدع إبداعاً حقيقياً في مجال علاقات الإنسان مع الطبيعة .
الطائفة الخامسة : في عملية التجزئة الفرعونية للمجتمع هي :