responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 426

للمجتمع لا الموت المخروم ، المجتمع له موتان موت طبيعي وموت مخروم . الموت الطبيعي للمجتمع يحدث عن طريق توسّع هذه الفئة الثالثة وازديادها نوعياً وعددياً في المجتمع ، إلى أن تحل الكارثة فينهار المجتمع .

أمّا الطائفة الرابعة : فهم الذين يستنكرون الظلم في أنفسهم ، ولم يفقدوا لُبّهم أمام فرعون والفرعونية ، ولكنّهم يهادنون الظلم ويسكتون عنه فيعيشون حالة التوتّر والقلق في أنفسهم . وحالة التوتّر والقلق هذه أبعد ما تكون عن حالة تسمح للإنسان بالإبداع والتجديد والنمو على ساحة علاقات الإنسان مع الطبيعة . هؤلاء يسمّيهم القرآن ( ظالمي أنفسهم ) قال الله سبحانه وتعالى :

( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ) [1] .

هؤلاء لم يظلموا الآخرين ، ليسوا من الظالمين المستضعفين كالطائفة الأُولى ، وليسوا من الحاشية المتملّقين ، وليسوا أيضاً من الهمج الرعاع الذين فقدوا لبّهم ، بل بالعكس هؤلاء يشعرون بأنّهم مستضعَفون ( قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ ) . هؤلاء لم يفقدوا لبّهم ، بل يدركون واقعهم ، لكنّهم كانوا مهادنين عملياً ؛ ولهذا عبّر عنهم القرآن بأنّهم ظلموا أنفسهم . هذه الطائفة أيضاً لا يترقّب منها أن تُبدع إبداعاً حقيقياً في مجال علاقات الإنسان مع الطبيعة .

الطائفة الخامسة : في عملية التجزئة الفرعونية للمجتمع هي :


[1] النساء : 17 .

اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 426
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست