responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 425

كانوا يحسون بأنّهم مظلومون ، وإنّما هو مجرّد طاعة وتبعيّة . هؤلاء هم القسم الثالث من تقسيم أمير المؤمنين علي ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) حينما قال ( الناس ثلاثة : عالم ربّاني ، ومتعلّم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع ، ينعقون مع كل ناعق ) . هذا القسم الثالث يشكل مشكلة بالنسبة إلى أي مجتمع صالح . ويمكن للمجتمع الصالح أن يستمر ويمتد بقدر ما يمكن لهذا المجتمع أن يستأصل هذا القسم الثالث بتحوليه إلى القسم الثاني ، بتحويله إلى متعلّم على سبيل النجاة على حد تعبير الإمام ، إلى تابع بإحسان على حد تعبير القرآن ، إلى مقلّد بوعي وتبصّر على حدّ تعبير الفقه .

من ضرورات المجتمع ـ في نظر الإمام ( عليه الصلاة والسلام ) ـ شجب هذا القسم الثالث ، فهؤلاء همج رعاع ، ينعقون مع كل ناعق ، ليس لهم عقل مستقل وإرادة مستقلّة .

كان الإمام علي ( عليه السلام ) يرى أنّ هذا القسم الثالث يجب تصفيته من المجتمع الصالح ، لا بالقضاء عليه فردياً ، بل بتحويله إلى القسم الثاني ضمن إحدى الصيغ الثلاثة المذكورة ، لكي يستطيع المجتمع الصالح أن يواصل إبداعه ، ولكي يستطيع كل أفراد المجتمع الصالح أن يشاركوا مشاركة حقيقية في مسيرة الإبداع ، خلافاً لذلك الفرعونية . الفرعونية تحاول أن توسّع من هذا القسم الثالث . وكلّما اتسعت هذه الفئة أكثر فأكثر قدّمت المجتمع نحو الدمار خطوة بعد خطوة ؛ لأنّ هذه الفئة لا تستطيع أنْ تدافع إطلاقاً عن المجتمع إذا حلّت كارثة في الداخل أو طرأت كارثة في الخارج ، وبهذا تموت المجتمعات موتاً طبيعياً .

المفهوم القرآني لموت المجتمعات والأقوام والأُمم هو الموت الطبيعي

اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 425
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست