responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 363

عند تحليل الاستخلاف نجده على أربعة أطراف ؛ لأنّه يفترض مستخلفاً ( وهو الله تعالى ) إلى جانب المستخلَف ( وهو الإنسان وأخوه الإنسان ) والمستخلَف عليه ( وهو الأرض وما عليها ) .

هذه الصيغة الرباعية تنطبق مع وجهة نظر معيّنة نحو الكون والحياة ، تقول : إنّه لا سيدّ ولا إله للكون والحياة إلاّ الله سبحانه وتعالى ، وأنّ دور الإنسان في ممارسة حياته إنّما هو دور الاستخلاف والاستئمان ، وأيّة علاقة تنشأ بين الإنسان والطبيعة فهي في جوهرها علاقة أمين على أمانة استُؤمِن عليها ، لا علاقة مالك بمملوك . وأيّة علاقة تنشأ بين الإنسان وأخيه الإنسان مهما كان المركز الاجتماعي لهذا أو لذاك ، فهي علاقة استخلاف وتفاعل بقدر ما يكون هذا الإنسان مؤدّياً لواجبه في هذه الخلافة ، وليست علاقة سيادة أو إلوهيّة أو مالكيّة .

الصيغة الثلاثية :

هي الصيغة التي تربط بين الإنسان والإنسان والطبيعة ، لكنّها تقطع صلة هذه الأطراف بالطرف الرابع . وتجرّد تركيب العلاقة الاجتماعية عن البعد الرابع ، عن الله سبحانه وتعالى ، وبهذا تتحوّل نظرة كل جزء إلى الجزء الآخر داخل هذا التركيب وهذه الصيغة . وظهرت على مسرح التاريخ ألوان مختلفة للملكية والسيادة ، سيادةِ الإنسان على أخيه الإنسان بأشكالها المختلفة ، في إطار تعطيل البُعد الرابع وافتراض أنّ البداية هي الإنسان .

لو قارنّا بين الصيغتين لاتضح أنّ إضافة الطرف الرابع للصيغة الرباعية ليست مجرّد إضافة عددية ، بل إنّ هذه الإضافة تُحدث تغييراً نوعياً في بُنية العلاقات الاجتماعية ، وفي تركيب الأطراف الثلاثة

اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست