هذه الآية تستنكر على مخاطبيها أن يأملوا في أن يكون لهم استثناء من سنن التاريخ ، وتقول لهم : هل تأملون أن تدخلوا الجنّة وأن تحقّقوا النصر ، وأنتم لم تعيشوا ما عاشته تلك الأُمم التي انتصرت ودخلت الجنة من ظروف البأساء والضرّاء ، التي تصل إلى حدّ الزلزال على ما عبّر القرآن الكريم ؟! .
إن هذه الحالات ، حالات البأساء والضرّاء ، التي تتعملق على مستوى الزلزال ، هي في الحقيقة مدرسة للأمة ، وامتحان لإرادة الأُمّة ، ولصمودها ، ولثباتها ، كي تستطيع بالتدريج أن تكتسب القدرة على أن تكون أمة وسطاً بين الناس . نصر الله إذن قريب ، لكن له طريق . ولكي تهتدي في الطريق إلى نصر الله سبحانه وتعالى ، لا بدّ وان تعرف منطق التاريخ فيه . قد يكون الدواء قريباً من المريض ، لكنه لا يستطيع أن يستعمل هذا الدواء ، حتّى ولو كان قريباً منه ، إذا كان هذا المريض لا يعرف المعادلة العلمية التي تُثبت أنّ هذا الدواء يقضي على جرثومة دائه .
الإطلاع على سنن التاريخ هو الذي يمكّن الإنسان من التوصل إلى النصر .