responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 328

( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) [1] .

هذه الآية تستنكر على مخاطبيها أن يأملوا في أن يكون لهم استثناء من سنن التاريخ ، وتقول لهم : هل تأملون أن تدخلوا الجنّة وأن تحقّقوا النصر ، وأنتم لم تعيشوا ما عاشته تلك الأُمم التي انتصرت ودخلت الجنة من ظروف البأساء والضرّاء ، التي تصل إلى حدّ الزلزال على ما عبّر القرآن الكريم ؟! .

إن هذه الحالات ، حالات البأساء والضرّاء ، التي تتعملق على مستوى الزلزال ، هي في الحقيقة مدرسة للأمة ، وامتحان لإرادة الأُمّة ، ولصمودها ، ولثباتها ، كي تستطيع بالتدريج أن تكتسب القدرة على أن تكون أمة وسطاً بين الناس . نصر الله إذن قريب ، لكن له طريق . ولكي تهتدي في الطريق إلى نصر الله سبحانه وتعالى ، لا بدّ وان تعرف منطق التاريخ فيه . قد يكون الدواء قريباً من المريض ، لكنه لا يستطيع أن يستعمل هذا الدواء ، حتّى ولو كان قريباً منه ، إذا كان هذا المريض لا يعرف المعادلة العلمية التي تُثبت أنّ هذا الدواء يقضي على جرثومة دائه .

الإطلاع على سنن التاريخ هو الذي يمكّن الإنسان من التوصل إلى النصر .

ويقول تعالى :

( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ


[1] البقرة 214 .

اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست