اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 324
إنكار عصمة الأنبياء ( عليهم السلام ) .
هذه الآيات تتحدث في الحقيقة عن عقاب دنيوي لا عقاب أُخروي ، تتحدث عن النتيجة الطبيعية لما تكسبه أُمّة عن طريق الظلم والطغيان . وهذه النتيجة الطبيعية لا تختص حينئذ بالظالمين من أبناء المجتمع ، بل تعم أبناء المجتمع على اختلاف هوياتهم ، وعلى اختلاف أنحاء سلوكهم . تشمل موسى ( عليه السلام ) وهو أطهر الناس وأزكى الناس وأشجع الناس على مواجهة الظلمة والطواغيت ، حينما وقع التيه على بني إسرائيل نتيجة ما كسب هذا الشعب بظلمه وطغيانه وتمردّه ، حينما تقرر أن يتيه بنو إسرائيل أربعين عاماً نتيجة ظلمهم شمل موسى أيضاً ؛ لأنّه من تلك الأُمّة .
وحينما حل البلاء والعذاب بالمسلمين نتيجة انحرافهم ، فأصبح يزيد بن معاوية خليفة عليهم يتحكم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وعقائدهم ، لم يختص هذا البلاء بالظالمين من المجتمع الإسلامي بل شمل حينئذ الحسين بن علي ( عليهما السلام ) وهو أطهر الناس وأزكى الناس ، وأطيب الناس ، وأعدل الناس ، فقتل تلك القتلة الفظيعة هو وأصحابه وأهل بيته .
هذا هو منطق سنّة التاريخ ، حينما يأتي العذاب في الدنيا على مجتمع ، وفق هذه السنّة لا يختص بالظالمين من أبناء ذلك المجتمع ؛ ولذلك قال تعالى في آية أُخرى :