responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 283

فإذا كانت متساوية ، فهي مشتركة مع بعضها بنسبة واحدة في حركة التاريخ ، أو إنّها على الأقل تستطيع أن تكون مشتركة في ذلك . وإن لم تكن السلالات البشرية متساوية فإنّ بعض السلالات فقط هي التي تدفع عجلة التاريخ وتقدر أن تقوم بذلك . من هنا لا ترتبط هذه المسألة بفلسفة التاريخ .

النظرية الجغرافية كذلك لها عطاؤها الخاص في حقل علم الاجتماع ، إذ توضّح مدى تأثير البيئة على النمو الفكري والعقلي والذوقي والجسمي لأفراد البشر . كما أنّ هذه النظرية تذهب إلى أنّ عجلة التاريخ تتحرّك في أقاليم معيّنة ، وتتوقّف عن الحركة في أقاليم ؛ حيث يسكنها أفراد لا يكاد تاريخ حياتهم يتجاوز تاريخ الحيوان لثباته وسكونه . يبقى السؤال الأساس باقياً ، لماذا لم تطوِ الحيوانات الاجتماعية ، مثل النحل ، حركة تاريخية في تلك الأقاليم التي يتحرك فيها التاريخ ؟ ما هو العامل الذي أدّى إلى بقاء النحل ثابتاً في حياته ، بينما دفع الإنسان إلى أن يطوي مراحله التاريخية ؟

أكثر هذه النظريات بُعداً عن معالجة الموضوع الأساسي ، النظرية الإلهية ، ترى هل التاريخ وحده يمثّل مظهر المشيئة الإلهية ؟ ! كلا طبعاً ، مسيرة العالم كلها بأسبابها وعللها ودوافعها وموانعها مظهر للمشيئة الإلهية ، بما في ذلك حياة الإنسان المتطورة المتغيرة ، وحياة النحل الثابتة الساكنة . والحديث ينبغي أن يدور حول النظام الذي اقتضت المشيئة الإلهية أن تخلق الإنسان وفقه ، والسرّ الذي أودعته المشيئة في هذا الموجود فصيّرت منه كائناً متطوّراً متغيّراً ، بينما تفتقد سائر الأحياء هذا السرّ .

النظرية الاقتصادية تفتقد أيضاً الجانب الفنّي المبدئي في معالجة

اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست