بإحداث ثقب فيها بحجّة أنّه يتصرّف في مكانه ، فلو منعه الآخرون كان في ذلك نجاتهم من الغرق ونجاة ذلك المسكين أيضاً .
هل الإنسان اجتماعي بالطبع ؟
من المسائل الاجتماعية العريقة أنّه : ما هي العوامل المؤثّرة في تحقّق الحياة الاجتماعية للإنسان ؟ هل هو اجتماعي بالفطرة ، أي أنّه خُلق منذ خلق وهو جزء من كل وجُبل على الانجذاب نحوه ، أم أنّه لم يُخلق اجتماعياً وإنّما اضطرّته إلى ذلك العوامل الخارجية فأُجبر على الحياة الاجتماعية ، فهو بطبعه يميل إلى الحرية ورفض كل القيود التي يستلزمها التمدّن والعيش الاجتماعي ، ولكنّه أدرك بالتجربة أنّه لا يتمكّن من إدامة الحياة وحيداً فريداً ، وأنّه لا بد من الرضوخ للقيود التي تستلزمها الحياة مع الآخرين فاستسلم لها ، أم أنّه وإن لم يكن مجبولاً على الحياة الاجتماعية إلاّ أنّه لم يضطر إليها أيضاً ، أو أنّ الاضطرار ليس هو العامل الوحيد بل الإنسان بحكم العقل الفطري وتقديره ومحاسباته وصل إلى هذه النتيجة ، وهي أنّ الحصول على حظ أكبر من مواهب الطبيعة لا يمكن إلاّ في ظل التعاون مع الآخرين , ومن هنا اختار هذه المشاركة والتعاون ؟
والخلاصة : أنّ السؤال الوحيد هو أنّ الحياة الاجتماعية للإنسان ، هل هي فطرية أم اضطرارية أم اختيارية ؟
فبناءاً على النظرية الأُولى : تكون الحياة الاجتماعية من قبيل الحياة الزوجية ؛ حيث يعيش كل من الرجل والمرأة كجزء من كل حسب الفطرة ، وقد جُبلا على الانجذاب نحو هذا الكل . وبناءاً على النظرية الثانية : تكون الحياة الاجتماعية من قبيل المعاهدات ، التي تضطر إلى عقدها الدول التي لا ترى لها بالانفراد إمكان