كما أنّ القطيع الواحد من الغزال ونحوه تعيش مع بعض ، وترعى مع بعض ، وتنتقل إلى هنا وهناك مع بعض ، ولكن لا يقال إنّها تعيش حياة اجتماعية وتشكّل مجتمعاً من الغزال .
إذن فللحياة الاجتماعية ميزة خاصة تستوجب أن نصفها بالحياة الاجتماعية ، وهي تقوم بأمرين :
1ـ الحوائج والمنافع والأشغال ، فالحياة الاجتماعية للبشر تتوقّف على تقسيم الوظائف ، وتوزيع المنافع والمواهب الطبيعية في ضمن مجموعة من القوانين والتقاليد .
2 ـ الأفكار والعقائد والأخلاق . فكل مجموعة من البشر تتوحّد بلحاظ وحدة قسم كبير من الأفكار والعقائد والأخلاق المهيمنة عليها .
وبتعبيرٍ آخر : المجتمع عبارة عن جماعة من الناس يعيشون في جبر اجتماعي واحد من حيث الحوائج ، وتحت تأثير عامل مشترك من حيث العقائد والأهداف ، وبذلك يتلاحمون ويترابطون في ضمن حياة اجتماعية واحدة .
كالقافلة الواحدة في سيارة أو طائرة أو باخرة تسير نحو مقصد واحد , فإذا وصلوا وصلوا جميعاً , وإذا أصابهم خطر أصابهم جميعاً ، فلهم بأجمعهم مصير واحد . وما أروع ما مثّل به الرسول الأكرم ( صلّى الله عليه وآله ) حينما بيّن الحكمة في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حيث شبّه المجتمع بجماعة ركبوا سفينة ، فلمّا توسّطت بهم البحر والتزم كل منهم مقعده بادر أحدهم