responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللمعة الدمشقية في فقه الإمامية المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 1  صفحة : 6

وحدها على إصلاح المجتمع و أن تجد له السّبل الفضلي في تحقيق ما يصبو إليه الإسلام من بناء الإنسان الكامل.

ثمّ حمل هذه الرّسالة بعد الأئمّة الأطهار رجال أمناء أوفياء لدينهم مخلصين لربّهم و لرسالة الإسلام و كان من أبرز هؤلاء الرّجال فقهاء الإماميّة من أتباع مذهب الإمام جعفر بن محمّد الصّادق (عليه السّلام) فقد نذروا أنفسهم لخدمة الإسلام بكلّ نزاهة و إخلاص متجرّدين من مطامع الحياة و شهوات النفس لم و لن يعرفوا المماراة و الخضوع و الاستسلام للانحراف الذي طرأ على الدّولة الإسلاميّة في فترة من فترات تاريخها بسبب الانقياد الأعمى لشهوات النّفس و حبّ السّلطة و التّسلّط على أمور النّاس و توجيههم وفق أهوائهم و رغباتهم القبائليّة و العشائريّة و الّتي أدّت في النّهاية بالسّيطرة على المجتمع الإسلامي و إخضاعه بالقوّة للسّير في الطّريق الذي اختطّه لهم المنحرفون.

و لا بدّ لنا هنا أن نشير للحقيقة و التأريخ بأنّ حملة مذهب الإماميّة هم وحدهم الّذين وقفوا في السّاحة الإسلاميّة ضدّ هذا الانحراف و ذلك التّسلّط و التّزييف و لم يتهاونوا في نشر فقههم و مفاهيمهم الإسلاميّة بالرّغم من الاضطهاد و التّعسّف و القتل و الإبادة و التّشريد و الملاحقة من قبل المتسلّطين على أمور المسلمين بدون حقّ فلم يستكينوا لظالم و لا لانوا لمتجبّر و إنّما كانوا في الطّليعة الّتي تحمّلت بسبب دينها و إسلامها كلّ ألوان التّنكيل و التّشريد و القتل و بكافّة الطّرق، و لقد كان أحد الّذين لحقهم الحيف و القتل بسبب مذهبه هو مؤلّف كتابنا هذا مدار البحث الشّيخ الإمام محمّد بن مكّي العامليّ النّبطيّ الجزينيّ مؤلّف كتاب «اللّمعة الدّمشقيّة في فقه الإماميّة» و قد أطلق عليه اسم الشّهيد الأوّل و هو أوّل من اشتهر من العلماء بهذا اللّقب عند الإماميّة و قد استشهد (رحمه اللّه) بسبب تشيّعه.

و من هنا نعلم أنّ التشيّع كان و على مرّ عصور التأريخ المتعاقبة حركة ثقافيّة و ثورة فكريّة يخشاها طغاة الحكّام و يخافون سريانها إلى شريان الأمّة

اسم الکتاب : اللمعة الدمشقية في فقه الإمامية المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست