responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) المؤلف : البرزنجي، جعفر بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 68

فأقرع بينهم أيهم ينحر، فصارت القرعة على عبد اللّه، و كان أحب الناس إلى عبد المطلب، فقال: اللهم هو أو مائة من الإبل، ثم أقرع فصارت القرعة على الإبل، فنحرها، كذا ساقه الشهاب أحمد بن حجر فى «النعمة الكبرى».

و روى ابن اسحاق القصة مطولة و حاصلها: أن عبد المطّلب لما لقى من قريش عند حفر زمزم ما لقى نذر إن كمل له عشرة من الولد ثم بلغوا معه حتى يعينوه لينحرن أحدهم عند الكعبة غير مستور تقربا إلى اللّه تعالى، فلما بلغوا ذلك و وافقوه على الوفاء بنذره و أقرع بينهم، فخرجت القرعة على عبد اللّه، و هو أصغرهم و أحبهم إليه، فبادر لذبحه، فمنعته قريش، ثم اتفقوا على تحكيم بعض الكهنة، فأشار أن يقرع بين عبد اللّه و عشرة من الإبل، فإن خرجت القرعة عليها نحرها و إلا فعشرة أخرى، و هكذا حتى تخرج على الإبل، ففعل حتى خرجت القرعة فى العاشرة على الإبل و قد كملت مائة، فكرر ذلك ثلاث مرات و هى تخرج على الإبل المائة، فذبحها و خلّا بينها و بين الناس.

تنبيه‌

يؤخذ مما ذكرناه و أمثاله أن عبد المطّلب كان مؤمنا موحدا معظما لحرم اللّه، و أنه اقتدى بإبراهيم- على نبينا و عليه الصلاة و السلام- فى الإقدام على ذبح ولده للّه تعالى، و ثباته على ذلك لأمره بذلك من اللّه تعالى كما تقدم حيث قيل له: أوف بنذرك، و فى وقوع الأمر بفداء ولده، و فى إجابة أولاده بنظير ما أجاب به إسماعيل أباه إبراهيم بقوله: يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ [1] حيث قالوا له: أوف بنذرك و افعل ما شئت، و فى انقياد عبد اللّه له فى ذلك حيث ذهب به و هو يقوده إلى المذبح فكان عبد اللّه الذبيح الثانى، و أنه أول من سنّ دية النفس مائة من الإبل، و أقر ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صار شرعا إلى يوم القيامة.


[1] سورة الصافات: 102.

اسم الکتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) المؤلف : البرزنجي، جعفر بن حسن    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست