اسم الکتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) المؤلف : البرزنجي، جعفر بن حسن الجزء : 1 صفحة : 500
لداود، و العصر لسليمان، و المغرب ليعقوب، و العشاء ليونس- صلى اللّه على نبينا و عليهم و على سائر الأنبياء و المرسلين.
قال بعضهم: و الحكمة فى جعل الصلوات فى اليوم و الليلة خمسا: أن الحواس لما كانت خمسا و المعاصى تقع بواسطتها كانت كذلك لتكون ماحية لما يقع فى اليوم و الليلة من المعاصى بسبب تلك الحواس.
قيل: و جعلت مثنى و ثلاث و رباع؛ ليوافق أجنحة الملائكة، كأنها جعلت أجنحة للشخص يطير بها إلى اللّه تبارك و تعالى.
(ثمّ) هبط صلى اللّه عليه و سلم إلى بيت المقدس، و لم يصل و لم ير الأنبياء و لا غيرهم كما عليه الجمهور، و ركب البراق بعد حلّه من خرق الصخرة التي ربطه فيها جبريل عند صعوده صلى اللّه عليه و سلم.
(و عاد) منه إلى مكة المشرفة (فى ليلته) تلك على الراجح عند الجمهور، و الظاهر المناسب أن جبريل لم يفارقه، و يدل له ما يأتى: أنه لما كان بذى طوى قال لجبريل: «إن قومى لا يصدقونى ...» إلخ.
و على فرض أنه ليس معه أحد فهو آمن من المخاوف و من إضلال الطريق، و لعل كراهة السفر للمنفرد لم تكن شرعت إذ ذاك، أو أنه لبيان الجواز.
و مر فى طريقه بعير [1] لقريش، فلما حاذى العير نفرت منه و استدارت، و صرع بعير عليه غرارتان [2] سوداء و بيضاء، فسلم عليهم النبيّ صلى اللّه عليه و سلم فقال بعضهم: هذا صوت محمد.
و رأى بعيرا ضل و جمعه واحد منهم.
ثم لما كان بذى طوى قال لجبريل: «إن قومى لا يصدقونى». فقال له جبريل- (عليه السلام)- يصدقك أبو بكر [3].