[ما وقع فى حمله ص من الآيات‌]

قال فى «المواهب»: و لما حملت آمنة برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ظهر لحمله عجائب و وجد لإيجاده غرائب، فذكروا أنه لما استقرت نطفته الزكية و درّته المحمدية فى صدفة آمنة القريشية نودى فى الملكوت و معالم الجبروت أن عطّروا جوامع القدس الأسنى، و بخّروا جهات الشرف الأعلى، و أفرشوا سجادات العبادات فى صفف الصفا لصوفية الملائكة المقربين أهل الصدق و الوفا، فقد انتقل النور المكنون إلى آمنة ذات العقل الباهر و الفخر المصون، قد خصها اللّه تعالى القريب المجيب بهذا السيد المصطفى الحبيب لأنها أفضل قومها حسبا و أنجبهم و أزكاهم أصلا و فرعا و أطيب.

و قال سهل بن عبد اللّه التستري: لما أراد اللّه تعالى خلق محمد صلى اللّه عليه و سلم فى بطن آمنة ليلة رجب- أى ليلة أوله- و كانت ليلة جمعة أمر اللّه تعالى فى تلك الليلة رضوان خازن الجنان أن يفتح الفردوس، و نادى مناد فى السماء ألا إن النور المخزون المكنون الذي يكون منه النبيّ الهادى فى هذه الليلة يستقر فى بطن آمنة الذي يتم فيه خلقه و يخرج إلى الناس بشيرا و نذيرا.

و فى رواية كعب الأحبار: أنه نودى تلك الليلة فى السماء و صفاحها، و الأرض و بقاعها، أن النور المكنون الذي منه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انتقل فى بطن آمنة فيا طوبى لها ثم يا طوبى.

و ذكر الزبير بن بكّار أنها حملت به فى أوسط أيام التشريق.

و هذان الأثران- أعنى روايتى سهل و الزبير- بينهما تناف و مقتضى الثانية أنه صلى اللّه عليه و سلم مكث فى البطن أكثر من تسعة أشهر، و المنقول عن الجمهور خلافه، نعم قال الحافظ العراقى أن فى رواية الزبير بن بكّار: أنه ولد فى رمضان، و على هذا فيكون على قوله تسعة أشهر .. و اللّه أعلم.