responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء(ع) وعقيلة الوحي المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 82

أن فيها من فضلهم ما لا يحيط به إلّا اللّه تعالى، و مع ذلك لم ينته ذكره سبحانه لهم، و وعده إياهم بما هم أهله بل قال: عالِيَهُمْ‌ [1] ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ وَ حُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ [2] فهم مزدانون بحليّ الكرامة، رافلون في حلل دار المقامة «و» قد «سقاهم ربهم» جل و علا هذا الساقي و تبارك ما أعظم عنايته فيهم و أجل اهتمامه ببيان كرامتهم إذ نسب السقي على سبيل المجاز الى جلالته تعالى، فما يقول الواصف بعدها و إن أطنب؟ و ما عسى أن يصف القائل فيهم و إن أسهب؟

و ما ظنك بمن يسقيهم ربهم بكأسه الأوفى (شرابا طهورا) يرشح بعد ذلك من أبدانهم عرقا أطيب من ريح المسك، لا كخمر الدنيا رجسا، نجسا خبيثا منتنا، سالبا للعقل، متلفا للجسم، مسقطا للمروءة، معصورا بالأيدي الوضرة، مدوسا بالأرجل القذرة، موضوعا في دنان قد لا تسلم من الجراثيم السامة و أباريق قد لا يعنى بتنظيفها، مدارة بكئوس تداولتها الأيدي الأثيمة، و ولغت فيها الأفواه البخرة.

و أنت هداك اللّه إذا أمعنت النظر فيما ألقاه عز و جل إليهم في ختام البشائر العظيمة و المواهب الجسيمة؛ تتمثل لك عناية الله بهم قالبا حسيا، و ترى كرامتهم عليه و سموّ منزلتهم لديه شخصا مرئيا، و ذلك أنّه ختم كلامه في شئونهم بقوله مخاطبا لهم عليهم السّلام: «إنّ هذا» الإكرام العظيم الذي فصّلناه في محكم الذكر تفصيلا، و فضلناكم على العالمين تفضيلا «كان لكم جزاء» على أعمالكم المقدّسة التي استوجبت هذا الإكرام الجسيم، لم تنالوه بشفاعة أو بمجرد فضل،


[1] بنصب «عاليهم» لكونه حالا من ضمير «عليهم» في قوله: «و يطوف عليهم ولدان».

و قد يقال: إنّها حال من «ولدان»، و قرئ «عاليهم» بالسكون على أنه مبتدأ، و خبره «ثياب سندس خضر و استبرق».

[2] سورة الانسان: الآية 21.

اسم الکتاب : الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء(ع) وعقيلة الوحي المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست