responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء(ع) وعقيلة الوحي المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 8

حياتها الهينة المسخرة للأقوياء من جبابرة الناس و طواغيتهم، فلمّا استقر به المقام في عاملة لم يستطع اقرار هذا النظام الجائح المستبد بحقوق الجماعة، و لم يجد من نفسه، و لا من ايمانه، و لا من بره، مساغا للصبر على الاقطاعية هذه، و إن ظاهرها الأقوياء؛ و المتزعمون، و المستعمرون، و كل من يتحلب ضرعها المادي الحلوب، لذلك ثار بها و بهم، و أنكر عليها و عليهم؛ و استغلظ الشر بينه و بينهم، فجمعوا له، و أجلبوا عليه، و سعوا فيه، و كان كل سعيهم بورا.

أثر بلاغته:

و كان لمنابره البليغة، و لأساليب ارشاداته البارعة، أكبر الأثر في تحقيق اصلاحه المنشود، و لا غرو فان للسيّد المؤلف مقاما خطابيا يغبطه عليه خطباء العرب، و يعتز به الدين و العلم و الأدب.

و خطابته ككتابته تستمد معانيها و قوتها و غزارتها من ثقافته كلها، و ترتضع في الموضوع الخاص أثداء شتى من معلوماته الواسعة، فاذا قرأته أو سمعته رأيت مصادر ثقافته كلها منهلة متفتحة الأفواه كشرايين الثدي و عروقه، ترفده من كل موضوع وعاه في حياته ما ينسجم و موضوعه الذي هو بسبيله، و على ذوقه الممتاز أن يضع أطراف ما يتدفق إليه في هيكل الموضوع الذي بين يديه، و يركزه في مكانه، حتى اذا انتهى انهى اذن بحثا نافعا كله غذاء و متاع.

و أعظم به- إلى جانب هذه البلاغة- متخيرا لآلئ معانيه، و ازياء أفكاره يقدرها تقديرا، و يرصفها رصفا، و يبعث فيها حياة تنبضها بما يريد لها من دلالة في مفهوم أو من منطوق، بأوصافه، و اضافاته، و بكل تآليفه المنسوقة المنسجمة.

اسم الکتاب : الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء(ع) وعقيلة الوحي المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست