responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء(ع) وعقيلة الوحي المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 9

ثم أعظم به محدّثا إذا تشاجن الحديث و تشقق و انساب على سفينة، يمخر العباب، فهناك النكتة البارعة، و الطرفة اللامعة، و النادرة الحلوة، و الخبر النافع.

من هذا و ذاك علقت به النفوس، و اجتمع عليه الرأي، فقاد للخير، و ابتغى المصلحة، و تكاملت له زعامة عامة، يحل منها في شغاف الأفئدة و القلوب، و لم تكن هذه الزعامة مرتجلة مفاجئة، بل كانت عروقها و اشجة الأصول، عميقة الجذور، تتصل بالأعلام من آبائه، و الغر من أعمامه و أخواله، ثم صرفت هذا الميراث الضخم يده البانية، فأعلت أركانه، و مدت شطئانه و خلجانه.

بيته:

فبيته في ذرى عاملة، مطنب مضروب، للقرى و الضيفان، تزدحم فيه الوفود و تهدى إليه الحشود أثر الحشود، و يصدر عنه المكروب بالرفد المحمود، و هو قائم في تيار الموجتين المتعاكستين بالورد و الصدر، هشاشا، طلق المحيا، لا يشغله تشييع الصادر، عن استقبال الوارد، و لا يلهيه حق القائم عن حقوق القاعد، و لكنه يجمع الحقوق جميعا، و يوفق بينها، فيوزعها عادلة متناسبة.

و لأريحيته الكريمة جوانب انفع من هذا الجانب، و أبعد أثر، فهو مفزع يأوي إليه المحتاجون و المكروبون، و ملجأ يلوذون به في الملمات يستدفعون به المكاره، حين تضيق بها صدور الناس، و تشتد به آلامها، فاذا طفت بيته، رأيت ألوان الغايات من المحتاجين إليه، المعولين عليه في مختلف أحوالهم، و أوضاعهم الخاصة و العامة، ممّا يتصل بدينهم أو دنياهم، و تراه قائما بين هؤلاء و هؤلاء، يجودهم بنفحاته العلوية، و يغدق عليهم من اريحيته الهاشمية، و يبذل لهم من روحه و راحته ما يملأ به نفوسهم مرحا و سرورا، ثم لا يسألهم على ذلك جزاء و لا شكورا.

اسم الکتاب : الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء(ع) وعقيلة الوحي المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست