لا تصلح لأمراض الدماغ ، بلْ إنَّهم قاموا بتسجيل هذه الموجات الدماغيَّة ؛ ليعرفوا كيف تكون عليه موجات دماغ الإنسان ، في حالات الهيجان : كالغضب ، والخوف ، والاضطراب ، والتألُّم وسائر الحالات الأُخرى المُماثلة .
إذاً ، فعمليَّة تخطيط الدماغ أو الرأس (وهي عمليَّة تسجيل الموجات الكهربائيَّة المُختلفة المُنبعثة مِن أجزاء الدماغ) تتمُّ لهذا الغرض ، فهم قد أخذوا أجزاءً صغيرة مِن الأشرطة ، المُسجَّلة عليها هذه الموجات الدماغيَّة الكهربائيَّة ، على شكل لوحات الحفر الزنكوكرافي (الغرافر) ، وطبعوها في هذه المجلَّة ، وكتبوا تحت كلِّ لوحة مِن لوحات الكرافر عبارة : هذا هو شكل الموجات الدماغيَّة ، لشخص في حالة الغضب ، أو في حالة الخوف ، أو في حالة الاضطراب ، أو في حالات أُخرى مُشابهة .
وكتب أيضاً في تلك صفحة مِن المجلَّة ، بأنَّه مِن المُمكن إجراء تخطيط لدماغ إنسان ، وهو في حالة النوم ، وبالتالي التأكُّد مِمَّا إذا كان هذا الشخص النائم ، هو في عالم الرؤيا ، أو في وضع عادي ، أو في حالة اضطراب وقلق وهيجان ، وهل أنَّه يرى الآن أحلاماً مُزعجة ومُرعبة (كوابيس) أم لا ؟
والأمر المُثير للانتباه ، هو أنَّ صفحة الأخيرة مِن تلك المِلَّة ، تضمَّنت لوحة الحفر الزنكوكرافي ـ الكليشية ـ وعليها خطوط تختلف مِن حيث العدد ، ومِن حيث الشكل مع تلك المرسومة على سائر اللوحات الغرافر الأُخرى ، بحيث إنَّ لوحة الغرافر هذه محشوَّة ومُكتظَّة بالخطوط الكثيرة ، وكتب تحتها عبارة هذه موجات دماغ إنسان مُحتضر (يُنازع الموت) .
الوضع الاستثنائي ، الذي كان يُشير إليه المُخطَّط البياني (الغرافر) ، للشخص الذي يُنازع الموت ، يُشير إلى هذه الحقيقة : وهي أنَّ الضغوط التي يتعرَّض لها الفرد المُحتضر ، هي مِن الشِّدَّة والقوَّة ، بحيث لا يُمكن مُقارنتها مع أقوى الضغوط التي يتعرَّض لها الإنسان ، نتيجة الغضب والخوف والألم ، وسائر الاضطرابات التي يواجهها خلال حياته .
وبعد أنْ قدَّم هذا الصديق المُحترم ، توضيحاته حول لوحات الغرافر سألني