responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 94

إنْ كان كما نقول نجونا ونجوتَ

ابن أبي العوجاء ، كان دهريَّاً معروفاً في زمن الإمام الصادق (عليه السلام) ، وكان يعيش في المدينة ، وكثيراً ما كان يتشرَّف بلقاء الإمام الصادق (عليه السلام) ، ويطرح عليه بعض الأسئلة ، ويستفيد مِن الأجوبة التي كان يُقدِّمها الإمام . وكان ابن أبي العوجاء في بعض السنين ، يذهب إلى مَكَّة في موسم الحَجِّ ، لكي يُشاهد ما يفعله الناس . ولكنَّه بقي ماديَّاً حتَّى آخر حياته ، ولم يؤمن بالله خالق هذا الكون ، كما لم يؤمن بتعاليم الإسلام ، وفي آخر سنة مِن حياته ذهب إلى مَكَّة أثناء موسم الحَجِّ ، وكانت هي المَرَّة الأُولى التي يلتقي فيها بالإمام ، وهو في طريقه إلى الحَجِّ ، حيث أدَّى واجب الاحترام وخاطبه عبارة : (يا سيدي ومولاي).

فقال له الإمام : (ما جاء بك إلى هذا الموضع ؟) .

قال : عادة الجَسد ، وسُنَّة البلد ؛ ولننظر ما الناس فيه مِن الجنون والحَلق ورمي الحِجارة .

قال الإمام : (أنت بعد على عتوِّك وضلالك يا عبد الكريم) .

فذهب يتكلَّم ، فقال الإمام له : (لا جِدال في الحَجِّ) ، ونفض رِداءه مِن يده وقال : (إنْ يكن الأمر كما تقول ـ وليس كما تقول ـ نجونا ونجوت ، وإنْ يكن الأمر كما نقول ـ وهو كما نقول ـ نجونا وهلكت) .

فأقبل عبد الكريم على مَن معه فقال : وجدت في قلبي حَزازة فردُّوني .

فردُّوه فمات [1] .


[1] المعاد ، ج1 .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست