responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 400

بشِّر القاتل بالقتل ولو بعد حينٍ

كان (عبد الله الأفطس) مِن أحفاد الإمام السجَّاد (عليه السلام) رجلاً مؤمناً مُجاهداً ثوريَّاً ، بذل جهوداً عظيمة لإنقاذ المُجتمع الإسلامي مِن نِير حُكم طُغاة بني العباس ، فأمر هارون الرشيد بالقبض عليه وإرساله مخفوراً إلى بغداد ، حيث ألقاه في السجن ، وإذ طال أمدُ سجنه أخذ يزداد سَخطاً وغضباً ، لما لحقه مِن الظلم والجور ، فكتب رسالة إلى هارون الرشيد أسمعه فيها صرخات تظلمه في ألفاظ مِن الشتيمة والسُّباب .

فقرأ هارون الرسالة وقال : عبد الله الأفطس قد ضاق ذرعاً بالسجن ، وبما يُعاني منه فيه مِن عذاب وتألُّم ، فكتب إليَّ هذه الرسالة ليُثير غضبي فآمر بقتله وأُريحه مِن عذاب السجن ، ولكنِّي لن أفعل ذلك أبداً ، ثمَّ أحضر وزيره جعفراً البرمكي وأمره أنْ يقوم بنفسه بمُراقبة عبد الله وينقله إلى سجن آخر أوسع وأفضل.

صادف اليوم التالي عيد النوروز ، وعندما جيء بعبد الله أمام جعفر البرمكي أخذ يُكرِّر ما كان قد كتبه في رسالته ، مِن السُّباب والشتائم لهارون الرشيد ولحُكمه وحُكومته الجبَّارة ، فغضب جعفر عند سماع تلك الشتائم فأمر فوراً بضرب عُنقه ، فاحتزَّ رأسه وغسله ووضعه في طبق وأرسله إلى قصر الخليفة هارون مع سائر الهدايا ، التي كان قد أعدَّها لتقديمها إليه بمُناسبة عيد النوروز ، وإذ رفع هارون الغِطاء عن الطَّبق أثناء استعراضه الهدايا رأى رأس عبد الله الأفطس ، فصرخ طالباً جعفراً البرمكي ، وعند حضوره صاح في وجهه غاضباً : ويلك ! لماذا قتلت عبد الله ؟! كيف ترتكب هذا الخطأ الكبير ؟!

فأجابه : لأنَّه شتم أمير المؤمنين .

فقال هارون : إنَّ قتل عبد الله مِن دون إذني أقبح بكثير مِن شتائم عبد الله !

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست