responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 398

وكان الإنسان عَجولاً

كان (الحارث بن كلدة) مِن مشاهير الأطبَّاء في القَرن الأوَّل الهجري ، وكانت له زوجة تُدعى (فارعة) ، دخل فجر أحد الأيَّام عليها غرفتها فوجدها تسوُّك أسنانها ، فاشمأزَّت منها نفسه ، فطلَّقها هادماً بذلك حياته العائليَّة الحميمة .

وعندما سألته فارعة عن السبب الذي دعاه لتطليقها ؟

قال لها : دخلت عليك فجراً فوجدتك تستاكين وكان هذا يعني أنَّك : إمَّا أنْ تكوني قد أكلت شيئاً لتوُّك ، وامرأة بهذا النعم لا تليق بي ، وإمَّا أنَّك بعد تناول طعامك في الليلة السابقة لم تستاكي فبقي شيء مِن الطعام بين أسنانك فأردت تنظيفها حينذاك ، وامرأة على هذا القدر مِن الإهمال للأمور الصحيَّة لا تليق بي أيضاً كزوجة .

فردَّت عليه فارعة بهدوء وبرود قائلة : إنَّ سواكي أسناني فجر ذلك اليوم لم يكن لأيٍّ مِن السببين اللذين ذكرتهما ، بلْ كنت أستخرج مِن بين أسناني ذرَّة مِن خيط السواك أحسست بها حينذاك .

لا شكَّ في أنَّ مقالة فارعة قد أخجلت زوجها أشدَّ الخَجل ، بعد أنْ أدرك الخطأ الذي ارتكبه ، فطلَّقها قبل أنْ يتثبَّت مِن حقيقة الأمر بتسرُّع وعَجلة ، حارماً نفسه مِن دِفء الحياة العائليَّة .

وقد ندم على ما فعل ، ولكنَّ القضاء كان قد حَلَّ أمام فارعة ، فقد تركت زوجها العجول قصير النظر دون أنْ تأسَّف له وتزوَّجت غيره [1] .


[1] الأخلاق ، ج2 .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 398
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست