responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 396

الله يَهب ويأخذ

كانت أُمُّ سليم مِن المؤمنات على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكذلك كان زوجها أبو طلحة مِن المسلمين الصادقين ومِن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، شارك في غزوات بدر وأُحد والخندق وغيرها .

وكان يسكن المدينة أيَّام السِّلم يقضي جانباً مِن وقته في العبادة ، وفي تعلُّم المعارف الإسلاميَّة ، ويقضي الجانب الآخر لكسب المعاش على قطعة أرض صغيرة .

أنجب هذان الزوجان ولداً ، ولكنَّه أُصيب وهو صبيٌّ بمرض ألزمه الفراش ، وانهمكت الأُمُّ في العناية به وتمريضه . وكان الأب عند عودته مِن العمل يعود ابنه المريض ، ثم َّينصرف إلى حجرته لتناول طعامه والإخلاد إلى الراحة .

في عصر يوم مِن الأيَّام توفِّي الفتى أثناء غياب الأبِّ ، فغطَّت الأُمُّ المؤمنة جسد ابنها دون أنْ تظهر الجزع عليه ؛ ولكيلا تُزعج زوجها عند رجوعه ليلاً قرَّرت أنْ تُخفي عنه خبر موته في تلك الليلة ، لذلك فإنَّه عندما دخل الدار وأراد عيادة ابنه حسب مألوفه منعته أُمُّ سليم مِن ذلك ، قائلة اتركه نائماً براحة وسكون ، وكان في لهجتها ما يشعر بأنَّ المرض قد خفَّ عنه ، فاطمأنَّ قلبُه بعض الشيء خاصَّة وأنَّها هي أيضاً كانت هادئة مُطمئنَّة بحيث إنَّهما ناما سويَّة في تلك الليلة .

عند الصباح خاطبت أبا طلحة قائلة :

إذا أعار أحد شيئاً لجاره فاستعمله هذا بعض الوقت ، فماذا عساك تقول إذا جاء صاحب الشيء يطلب حاجته فيأخذ المُستعير بالبُكاء والعويل لذهاب الشيء مِن يديه ؟

قال أبو طلحة : هذا إنسان به جُنَّة ؟

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست