وقد حدَّثني أوثق مشايخي أنَّ رجلاً كان لا يقدر على الإخلاص في العمل وترك الرياء ، فاحتال وقال : إنَّ في طرف البلد مسجداً مهجوراً لا يدخله أحد ، فأمضي إليه ليلاً وأعبد الله فيه .
مضى إليه في ليلة مُظلمة ، وكانت ذات رعد وبرق ومطر ، فشرع في العبادة ، فبينما هو في الصلاة إذ دخل عليه داخل ، فأحسَّ به ، فدخله السرور برؤية ذلك الداخل له ، وهو على حالة العبادة في الليلة الظلماء ، فأخذ في الجَدِّ والاجتهاد في عبادته إلى أنْ جاء النهار ، فنظر إلى ذلك فإذا هو كلب أسود قد دخل المسجد مِمَّا أصابه مِن المَطر .
تندَّم الرجل على ما دخله حال دخوله وقال :
يا نفس ، إنِّي فررت مِن أنْ أُشرك بعبادة ربِّي أحداً مِن الناس ، فوقعت في أنْ أشركت معه في العبادة كلباً أسود يا أسفاه ! ويا ويلاه على ذلك ! [1] .