responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 371

فقال له هارون : إنَّ بيني وبين وزيري تنازعاً وخصومة ، فاسمع منَّا قولنا ، ثمَّ اقض بيننا بالحَقِّ .

فقال لهما : إنَّ مقعدكما مُختلف ومجلسكما مُتنائي ، وأخشى إذا اختلف مجلسكما أنْ يختلف قولكما ، فإذا تفاضل مجلس الخصوم اختلف بينهما القول ، وكان صاحب المجلس الأرفع ألحن بحُجَّته وأدحض لحُجَّة صاحبه ، وكان إصغاء الحاكم إلى صاحب المجلس الأرفع أكثر إليه وأميل ، ولكن تقومان مِن مَجلسكما هذا الذي قد استعليتما فيه فتجلسا بين يديَّ ، ثمَّ أسمع منكما قولكما وأقضي لمَن رأيت الحقَّ له ، ثمَّ لا أُبالي على مَن دار منكم .

فقال الرشيد : صدقت وبررت في قولك .

فقام الرشيد وقام عمرو بن مسعدة حتَّى صارا بين يديه جالسين ، فلمَّا جلسا بين يديه ذهب الرشيد ليتكلَّم ، فقال له القاضي : لو تركت هذا يتكلَّم ؛ فإنَّه أسنُّ منك . فقال الرشيد : إنَّ الحقَّ أسنُّ منه .

فقال القاضي : بلى ، ولكنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال لحويصة ومحيصة كبر كبر ، يُريد : ليتكلَّم عَمُّكما ؛ لأنَّه أسنُّ منكما وأكبر ، فتكلَّم عمرو بن سعدة ثمَّ تكلَّم الرشيد وتنازعا الخصومة وترافعا الحُجَّة بينهما ، حتَّى رأى القاضي أنَّ الحقَّ لعمروٍ ، وقضى لهبه على الرشيد فلمَّا قضى عليه قال لهما : عودا إلى مجلسكما .

فعادا ، فعُجب الرشيد مِن قضائه وعدله ، واحتفاظه وقِلَّة ميله ، فالتفت إلى عمرو فقال : إنَّ هذا أحقُّ بقضاء القضاة مِن الذي استقضيناه .

فقال عمرو : بلى والله ، ولكنَّ القوم أحقُّ بقاضيهم ، إلاَّ أنْ يأذنوا فيه .

فدعا الرشيد برجال مَكَّة ، فأدخلهم على نفسه وأجزل لهم العطاء ، وأحسن على قاضيهم الثناء ، ثمَّ قال لهم : هل لكم أنْ تأذنوا أولِّيه قضاء القُضاة فيسير إلى العراق يقضي بينهم ؟

فقالوا : نعم يا أمير المؤمنين ، أنت أحقُّ به نؤثرك على أنفسنا .

فأرسل إليه الرشيد فقال : إنِّي قد ولَّيتك قضاء القُضاة ، فسر إلى العراق لتقضي

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 371
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست