responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 353

مُديرٌ حكيم

قبل سنوات كان هناك شخص قدير ، يُدير إحدى شركات التصدير الكُبرى ذات الفروع في عدد مِن المُدن ، وكان كلُّ سنة في موسم الشراء يُحوِّل إلى كلِّ فرع ما يحتاجه مِن الأموال ، أُخبر هذا المدير يوماً بأنَّ مُحاسب الفرع الفلاني قد استغلَّ مركزه واختلس بعض الأموال المُرسلة إليه لشراء البضاعة .

لم يكن ذلك الفرع يبعُد كثيراً عن المركز ، فقرَّر المدير أنْ يزوره في اليوم التالي ، وطلب مِن مدير مكتبه أنْ يصحبه ، وفي اليوم التالي سافرا إلى تلك المدينة ووصلاها عند الضحى ، ودخلا على مُحاسب فرع الشركة مُباشرة دون إخبار أحدٍ .

وعندما سأل المُدير المُحاسب عن الوضع المالي في فرعه ، فتح هذا دفتره أمام المُدير فوجد المُدير أنَّ الموجود في المصرف يقرب مِن 95% مِن المبلغ المُحوَّل إليه ، بالإضافة إلى عدد مِن قوائم الشراء ومبلغٍ نقديٍّ في الصندوق .

عندما أخذ المُحاسب يحسب النقود في الصندوق قال له المُدير : هذا يكفي .

ثمَّ أثنى على نشاطه وصافحه وخرج مِن الشركة .

يقول مُدير المكتب الفرعي : في الطريق قلت للمُدير : إنَّ المبلغ الذي كان في الصندوق لم يكن يكفي لتسديد الحساب ؛ فلو أنَّك تمهَّلت حتَّى يُنهي الحساب لعلمت أنَّ رصيد الصندوق ناقص .

قال المدير : لقد عرفت أنَّ ما في الصندوق لا يكفي لتسديد الرصيد ، ولكنَّ سُمعة موظفٍ مُحترمٍ في الشركة أغلى بكثير مِن هذا المبلغ الزهيد . إنَّني أوقفت عَدَّ النقود ؛ لئلا ينكشف أمر المُحاسب وتُهان كرامته . إنَّني ما سافرت إلاّ لأنَّي كنت قلقاً على مصير عِدَّة ملايين مِن أموال الشركة ، فكنت أُريد أنْ أتحقَّق مِن الأمر بنفسي ، وأتعرَّف على وضع الفرع المالي بأسرع ما يُمكن . وقد ظهر لي بمراجعة

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 353
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست