responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 344

الإسراف مذموم مِن أيٍّ كان

كان مسلمة بن عبد الملك أحد أُمراء الجيش في حرب الروم ، وعندما تولَّى عمر بن عبد العزيز الخلافة سمح لمسلمة بزيارته كلَّ يوم .

في أحد الأيَّام وصل خبر إلى الخليفة بأنَّ مسلمة يُسرف كثيراً بتهيئة الطعام ، فأدَّى هذا الخبر إلى عدم ارتياح الخليفة ، وصمَّم على نصيحته وإرشاده ، فأمر الخليفة في أحد الأيَّام بإعداد وجبة عشاء مُخصَّصة لمسلمة ، وفي تلك الدعوة أمر الخليفة طبَّاخ القصر بتهيئة أنواع مُختلفة مِن الطعام ، ومنها حَساء مِن العدس والبصل والزيتون ، وأمره عندما يحين وقت العشاء أنْ يُقدِّم الحَساء وبعد فترة يقدم أنواع الأطعمة الأُخرى .

لمَّا حضر مسلمة بدأ الخليفة يسأل مسلمة عن أوضاع الروم ، والحرب في تلك المنطقة فأجابه ، وبعد ساعتين مِن وقت العشاء أمر الخليفة الطبَّاخ بجلب العشاء وأوَّل الأطعمة المطلوبة الحَساء ، وكان مسلمة جائعاً فلم يستطيع انتظار بقيَّة الطعام ، فقام بأكل الحَساء وشبع ، وعندما قدَّموا بقيَّة الأطعمة المُختلفة لم يستطع مسلمة الأكل بعد ذلك .

سأله عمر بن عبد العزيز : لماذا لا تأكل ؟

أجاب : لقد شبعت .

قال الخليفة : سبحان الله ! أنت شبعت مِن هذا الحَساء الذي كلَّفنا درهماً واحد ، أما لهذه المأكولات المُختلفة ، فإنَّك تصرف آلاف الدراهم ! خَف الله ولا تُسرف ! يجب أنْ تُعطي هذه المبالغ إلى المُحتاجين لمرضاة الله .

وقد كانت نصيحة عبد العزيز لمسلمة مؤثِّرة طول حياته .

إنَّ تقديم النُّصح عَلناً والإشارة إلى الأخطاء أمام الناس ، وتوبيخ الخاطئ على ما

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 344
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست