إنَّ الله تعالى قد يشاء أنْ يصون المؤمنين مِن الأخطار والبلايا ، بطُرق خارقة للعادة عن طريق إزالة العِلَّة التي تتهدَّدهم بالخطر ، ومِن ذلك صيانة خليل الرحمان مِن الاحتراق بنيران عَبدة الأصنام .
لقد حطَّم النبي إبراهيم (عليه السلام) أصنام المُشركين ، فأثار غضبهم ، فقرَّروا أنْ يُحرقوه دفاعاً عن أصنامهم ، فأوقدوا ناراً عظيمة وألقوا به فيها .
في مثل هذه الحالة لم يكن أمام إبراهيم الخليل مفرٌّ مِن الاحتراق في تلك النيران ليستحيل رماداً ، ولكنَّ الله لم يُرِدْ له ذلك ، بلْ أراد أنْ يصونه مِن نيرانهم ، فقال للنار : (... يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ) (الأنبياء : 69) .
فانقلبت النار المُحرقة برداً وسلاماً عليه بمشية الله تعالى الخاصَّة ، وتبدَّل ذلك السعير المُلتهب إلى جوٍّ مِن السلامة خالٍ مِن كلِّ خطرٍ ، وانهارت خُطَّة المُشركين في إحراق نبيِّ الله ، وظلَّ سليماً في حفظ الله وصيانته [1] .