والتغاضي عن إساءاتهم لم يكن ليَنتج عنهما أيُّ ضررٍ ، بلْ كانا أحياناً يُعتبران نوعاً مِن العقاب لهم على ترك هذه الرذيلة . ولكنْ في مثل هذه الحالات كان العفو مع السكوت يُسبب أضراراً ، لأنَّ العفو مِن دون قيد ولا شرط كان كفيلاً بأنْ يُحمل على ضعف الإمام ، وربَّما حمل المُسيء على المضيِّ في إساءاته أكثر ؛ ولهذا عزم الإمام على تعنيف المُسيء وإخراج فِكرة الأعمال العدوانيَّة مِن رأسه [1] .