حُكي أنَّ مالكاً الأشتر كان يجتاز سوق الكوفة ، وعليه قميص خام وعمامة منه ، فرآه بعض السَّوقة فازدرى زيَّه ، فرماه ببندقة تهاوناً به .
فمضى ولم يلتفت . فقيل له : ويلك ! أتدري مَن رميت ؟!
فقال : لا .
قيل له : هذا مالك ، صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام) فارتعد الرجل ومضى إليه ليعتذر منه ، فرآه وقد دخل مسجداً وهو قائم يُصلِّي فلمَّا انفتل ، أكبَّ الرجل على قدميه يُقبِّلهما ، فقال : ما الأمر ؟
قال : أعتذر إليك مِمَّا صنعت .
فقال : لا بأس عليك ؛ فوالله ، ما دخلت المسجد إلاَّ لأستغفرنَّ لك [1] .