عبد الملك يقول ـ مُستنكراً ومُستهجناً ـ : العياذ بالله ، أيُجهِّز أحد جيشاً لمُحاربة بيت الله الحرام ؟!
أمَّا عندما تولَّى الخلافة بنفسه ، فقد أرسل جيشاً أعظم مِن جيش يزيد ، بقيادة الحَجَّاج بن يوسف (المجرم المعروف) إلى مَكَّة ، وقتل كثيراً مِن الناس في حرم الله ؛ ليقبض على عبد الله بن الزبير ، وقد حَزَّ رأسه ، وأرسله إلى عبد الملك في الشام ، وعَلَّق جُثَّته على عمود المِشنقة !
حينئذ يقول عبد الملك : إنِّي كنت أتمانع مِن قتل نملة ضعيفة . أمَّا الآن ، فعندما يُخبرني الحَجَّاج عن قتل الناس ، لا أجد أيَّ قَلقٍ أو تأثُّر في نفسي !
وقد قال الزهري ـ أحد العلماء ـ يوماً لعبد الملك : سمعت أنَّك تشرب الخمر !
فأجابه : نعم ، والله أشرب الخمر ، وأشرب دِماء الناس أيضاً [1] .