في الماضي والحاضر هناك الكثير مِن المُسنِّين المسلمين ، مِن العلماء أو الأشخاص العاديِّين ، الذين صرفوا مرحلة الشيخوخة في سبيل التكامُل الروحي ، والسموِّ المعنويِّ لتأمين السعادة الأبديَّة عِبر العلم وأداء الفرائض والسُّنَن الإلهيَّة .
وقع العالم المشهور أبو ريحان البيروني طريح الفراش في ساعات عمره الأخيرة ، وجاءه الفقيه أبو الحسن علي بن عيسى لعيادته ، وبينما هو في تلك الحال سأل الفقيه عن مسألة فقال له الفقيه : أتسأل وأنت في هذا الحال ؟!
فقال البيروني : يا رجل ، قل لي : أيُّهما أفضل ، أنْ أعرف هذه المسألة وأموت ، أمْ أنْ أموت جاهلاً بها ؟
قال الفقيه : ذكرت له المسألة وخرجت ولم أبتعد كثيراً حتَّى سمعت صوت البُكاء يتعالى مِن بيت أبي ريحان [1] .