الرشيد ، وماتت في خلافته ، لا يُفرَّق بينها وبين نساء بني هاشم وخواصِّ حرائرهم وجواريهم ، فلمَّا قُبِضت جزع الرشيد والحَرم جزعاً شديداً .
لقد كانت مزنة في ذلك اليوم امرأة شابَّة تعيسة ومهزومة ، بينما كانت زينب سيِّدة مُسنَّة ذات قُدرة ومكانة ، وكانت مكارم الأخلاق والسجايا الإنسانيَّة تستوجب على زينب أنْ تُلاطفها وتحميها ، أو على الأقل تسكت في هذا الوضع الحسَّاس ، ولا تكون حَجر عَثرة يمنع الآخرين مِن إبراز مَحبَّتهم وعطفهم ، لا أنْ تسعى للانتقام مِن خِلال ذكر حادثة مؤلمة ، وتُحطِّم قلبها أكثر فأكثر ، وبدل مُساعدتها تسعى لسحقها . لقد ارتكبت زينب المُسنَّة هذا الخطأ الكبير ؛ فسقطت مِن عَليائها بعمل غير إنسانيٍّ ، وفقدت قيمتها وأهميَّتها في عائلة العباسيِّين [1] .