مَعدِن العلم
كان علي بن الحسين (عليه السلام) في الطواف ، فنظر في ناحية المسجد إلى جماعة ، فقال : (ما هذه الجماعة ؟) .
قالوا : هذا محمد بن شهاب الزهري ، اختلط عقله فليس يتكلَّم ، فأخرجه أهله ؛ لعلَّه إذا رأى الناس أنْ يتكلَّم .
فلمَّا قضى (عليه السلام) طوافه خرج ، حتَّى دنا منه ، فلمَّا رآه محمد بن شهاب عرفه ، فقال له علي بن الحسين (عليه السلام) : (ما لك ؟) .
قال : ولِّيت ولاية ، فأصبت دماً فدخلني ما ترى .
فقال له علي بن الحسين : (لأنا عليك مِن يأسك مِن رحمة الله ، أشدُّ خوفاً مِنِّي عليك مِمَّا أتيت) .
ثمَّ قال له : (أعطهم الدِّيَّة) .
قال : فعلتُ فأبوا .
قال : (اجعلها صرراً ، ثمَّ انظر مواقيت الصلاة فألقها في دارهم) [1] .
[1] الطفل ، ج1 .