فتزوَّجها ، وحجَّ ماشياً ليمينه ، وشُغف بها أكثر مِن أخيه ، حتَّى كانت تنام فيُضجع رأسها في حِجره ، ولا يتحرَّك حتَّى تتنبه ، فبينما هي ذات ليلة ، إذ انتبهت فزعة ...
فقال لها : ما لك ؟!
فقالت : رأيت أخاك في المنام الساعة وهو يقول :
أخـلـفت وعـدك iiبـعدما * * * جـاورت سُـكَّان iiالـمَقابر
ونـسيتني وحـنثت iiفـي * * * أيـمانك الـكذب iiالـفواجر
فـظللت فـي أهـل iiالبلاد * * * وغدوت في الحور iiالغرائز
ونـكحت غـادرة iiأخـي! * * * صـدق الـذي سمَّاك iiغادر
لا يـهنك الإلـف الـجديد * * * ولا تـدُر عـنك iiالـدوائر
ولـحقت بـي قبل iiالصباح * * * وصرت حيث غدوتُ صائر
... والله ـ يا أمير المؤمنين ـ فكأنَّها مكتوبة في قلبي ، ما نسيت منها كلمة .
فقال الرشيد : هذه أضغاث أحلام .
فقالت : كلاَّ ، والله ما أملك نفسي ... وما زالت ترتعد حتَّى ماتت بعد ساعة [1] .
[1] الطفل ، ج1 .