دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) بذي قارٍ وهو يخصِف نعله .
فقال لي : (ما قيمة هذا النَّعل ؟) .
فقلت : لا قيمة لها .
فقال (عليه السلام) : (والله ، لهي أحبُّ إليَّ مِن إمرتكم ، إلاّ أنْ أُقيم حَقَّاً أو أدفع باطلاً) .
إنَّ الرئاسة والحكومة ما هي إلاَّ وسيلة لإشباع غريزة حُبِّ السلطة والتفوُّق ، وواحدة مِن اللَّذات المادِّيَّة . أمَّا إقامة العدل وإزهاق الباطل فهُما دليلان على الإنسانيَّة ، يُحقِّقان للإنسان لذَّة روحيَّة ومعنويَّة . فالذي لا يهدف إلاَّ إلى بلوغ لذَّة مادِّيَّة ، فإنَّه يَسرُّ ويتلذَّذ بمُجرَّد وصوله إلى كُرسيِّ الرئاسة والسُّلطة . أمَّا ذاك الإنسان الواقعي فإنَّ لذَّته مِن الحُكم والسُّلطة هي في إقامة العدل ، وإنْ لم يتمكَّن مِن ذلك فإنَّه لا يَجد أيَّ قيمة للسُّلطة ، وإشباع غريزة حُبِّ السُّلطة [1] .