responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 242

تسود قريش ما دام مِثلُك فيها

قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (دخلنا (مع أبي { عليه السلام }) على هشام في الشام ، وإذا قد قعد على سرير الملك ، وجنده وخاصَّته وقوف على أرجُلهم سِماطين مُتسلِّحين وأشياخ قومه يرمون ، فلمَّا دخلنا : أبي أمامي وأنا خلفه ، نادى أبي وقال : يا محمد ، ارِم مع أشياخ قومك الغرض .

فقال له : إنِّي قد كَبرت عن الرَّمي ، فهل رأيت أنْ تعفيني ؟

فقال : وحَقِّ مَن أعزَّنا بدينه ونبيِّه محمد (صلى الله عليه وآله) لا أعفيك ، ثمَّ أومأ إلى شيخٍ مِن بَني أُميَّة أنْ أعطِه قوسك ، فتناول أبي عند ذلك القوس مِن الشيخ ، ثمَّ تناول منه سَهماً فوضعه في كَبد القوس ، ثمَّ انتزع ورمى وسط الغرض ، فنصب فيه ثمَّ رمى فيه الثانية فشقَّ فَواق سَهمه إلى نصله ، ثمَّ تابع الرمي فشقَّ تسعة أسهُم بعضاً في جوف بعضٍ وهشام يضطرب في مجلسه ، فلم يتمالك إلى أنْ قال : أجدت يا أبا جعفر ، وأنت أرمى العرب والعَجم ، هلا زعمت أنَّك كَبرت عن الرَّمي ؟

ثمَّ أدركته النَّدامة على ما قال ... ثمَّ أقبل على أبي بوجهه فقال له :

يا محمد ، لا يزال العرب والعَجم يسودها قريش ما دام مِثلك فيهم ، لله دُرُّك ، مَن علَّمك هذا الرمي وفي كَمْ تعلَّمته ؟!

فقال : قد علمت أنَّ أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيَّام حَداثتي ، ثمَّ تركته) [1] .


[1] الشابُّ ، ج2 .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست