قالوا : نعم يا ابن عم محمد , أمرك فينا وفي أُختنا جائز .
فقال عليٌّ (عليه السلام) : (أُشهِد الله ، وأُشهِد مَن حضر مِن المسلمين ، أنِّي قد زوَّجت هذا الغُلام مِن هذه الجارية بأربعمائة درهم والنقد مِن مالي . يا قنبر ! عليَّ بالدراهم) . فأتاه قنبر فصبَّها في يَد الغُلام .
فقال : (خُذها وصُبَّها في حِجر امرأتك, ولا تأتنا إلا وبك أثر العِرس) . (يعني : الغسل) ، فقام الغُلام فصبَّ الدراهم في حِجر المرأة ، ثمَّ تَلْبَبَها وقال لها : قومي.
فنادت المرأة : النار ! النار ! ـ يا ابن عَمِّ محمد ـ أُتريد أنْ تزوِّجني مِن ولدي ؟! هذا ـ والله ـ ولدي ! زوَّجني إخوتي هجيناً فولدت منه هذا ، فلمَّا ترعرع وشبَّ أمروني أنْ أنتفي منه وأطرده ، هذا ـ والله ـ ولدي وفؤادي يتقَّلى أسفاً على ولدي .