responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 208

في حلالها حساب وفي حرامها عِقاب

كان ليزيد بن مُعاوية وَلد يُدعى : مُعاوية ، كان يُحبُّه حُبَّاً جَمَّاً ، ويودُّ تربيته تربية تعينه على بلوغ مُنيته ، فاختار له مؤدِّباً ومُعلِّماً فاضلاً يُدعى (عمو المقصوص) ، وقد عُرف هذا المؤدِّب بإيمانه وورعه ، وحُبِّه ومولاته لأمير المؤمنين عليٍّ (عليه السلام) ، وبغضه الدفين لظلم وبغي مُعاوية بن أبي سفيان ووَلده يزيد .

وقد حرص هذا المُعلِّم الكفوء على تعليم وتربية مُعاوية بن يزيد على التعاليم الإسلاميَّة ، وتحريم وتنمية حِسِّ الإيمان والعقل والرغبة في المعرفة الدينيَّة في كيانه ، وقد أفلح فعلاً في أنْ يصنع مِن مُعاوية بن يزيد فرداً مؤمناً عاقلاً ، ومُحبِّاً لعليٍّ وآله (عليهم السلام أجمعين) .

وقد بُويع لمُعاوية بن يزيد بالخلافة يوم موت أبيه وهو في عنفوان شبابه ، حيث لم يكن يتجاوز العشرين مِن عُمره .

إنَّ سِنّ العشرين هو مِن سِنيِّ الدورة الواقعة بين سِنِّ الـ 18 والـ 23 ، وهي مرحلة تبرز فيها الرغبات بقوَّة في أعماق الفتيان والشباب ، ففيها تصل الشهوة الجنسيَّة إلى ذروتها ، وتنفتح أحاسيس التفوُّق والشُّهرة ، وحُبُّ المال والجاه في ذات الشابِّ بعُنفٍ .

وخلال هذه الدورة يُصبح الشابُّ مُتعطِّشاً لتحصيل اللذائذ وإشباع الشهوات ، وقد يلجأ إلى سلوك الطريق الملتوية وغير المشروعة ؛ لتحقيق أمانيه ورغباته الدفينة .

إنَّ خلافة يزيد وحكومة بلاد واسعة كانت بالنسبة لمُعاوية الشابِّ أفضل وسيلة لإشباع ميوله ورغباته ؛ إذ كان بإمكانه إشباع نزواته الجنسيَّة ، وأحاسيس التفوُّق ، وحُبِّ المال والجاه وغيرها مِن الرغبات الجامعة التي تكمن في أعماق كلِّ شابٍّ

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست