responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 203

ثمَّ درس ذلك ، فلم يبق إلاَّ ذِكره في قريش .

ثمَّ إنَّ قبائل مِن قريش تداعت إلى ذلك الحلف ، فتلاقوا في دار عبد الله بن جدعان لشرفه وسِنِّه ، وكانوا بني هاشم وبني عبد المُطَّلب وبني أسد بن عبد العِزَّى وزهرة بن كلاب وتيم بن مُرَّة ، فتحالفوا وتعاقدوا أنْ لا يجدوا بمَكَّة مظلوماً مِن أهلها أو مِن غيرهم مِن سائر الناس ، إلاّ قاموا معه وكانوا على ظلمه حتَّى تُردُّ عليه مظلمته ، فسَّمت قريش ذلك الحِلف حِلف الفُضول .

كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يتجنَّب في فترة شبابه الاختلاط في ذلك العصر الجاهلي قدر الإمكان ، ويمتنع عن مُجالستهم ، لكنَّه (صلى الله عليه وآله) شارك في هذا الحِلف بكلِّ سرور ورَحابة صدرٍ ، وتعاون مع الأشخاص الذين تعاهدوا وتواثقوا على بَسط العدل ؛ لأنَّ هذا الحِلف جاء مُطابقاً لمرامه وطباعه (صلى الله عليه وآله) ونفسِهِ التَّوَّاقةِ للعدل .

فالذي يُفكِّر بالعدل مُنذ طفولته ، ويتحدَّث عن الإنصاف مع مُرضعته وهو ابن سبع سنين ، لا بُدَّ أنْ يترسَّخ هذا المفهوم في نفسه أكثر عندما يُصبح شابَّاً . وكان لا بُدَّ للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنْ يستفيد مِن كلِّ فُرصة تُسنح له ، ويلجأ إلى اتِّباع شتَّى الأساليب لتطبيق العدل الاجتماعي ، الذي يُشكِّل هدفاً مُقدَّساً بالنسبة له (صلى الله عليه وآله) . وفعلاً حانت الفُرصة المُنتظرة ، عندما قرَّر عدد مِن كبار رجال مَكَّة بذل ما بوسعهم لتطبيق العدل ووضع حَدٍّ للظلم والجور ، فاغتنمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) مُعلناً استعداده للتعاون معهم والانضمام للحٍلف ، فكان ما كان .

وقد دعا الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الناس قاطبة إلى العدل مُنذ بُعِث نَبيَّاً . وقد تخطَّت دعوته حدود مَكَّة وبلاد الحِجاز ، وكان لها صدى واسع في جميع أنحاء المعمورة . ولم تَغِب ذِكرى حِلف الفضول عن بال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي كان يتذكَّرها ، فيسعد ويفخر بها .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست