responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 196

أداء الأمانة زيادة في الرزق

كان في عهد عبد الملك بن مروان تاجر معروف بالصدق والعمل الصالح ؛ ولحُسن سمعته في سوق دمشق واعتماد الناس عليه وثقتهم به ؛ كانوا يودعونه مُمتلكاتهم وبضاعتهم ليبيعها لهم ويأخذ أجرته على ذلك .

وذات يوم انحرف التاجر في إحدى صفقاته عن قويم مسيره وخان الأمانة ، فشاع الخبر وانتشر بسرعة البرق بين الناس ، وأصبح الشغل الشاغل لألسنتهم ، ففقد التاجر ثقة العامَّة والخاصَّة به واهتزَّت شخصيَّة ، وسحب الناس ثقتهم به ، فلم يأمنوه بعدها على بضاعتهم ، حتَّى ساءت أُموره وتشتَّت تجارته ، وأخذ دائنوه يُلحون في الطلب .

وكان للتاجر وَلد عاقل تبدو على ملامحه الفراسة والذكاء ، قد اعتبر مِن تجربة أبيه المريرة ، وتعلَّم منها درساً لا يُنسى ، وعرف أنَّ مُجرد انزلاق أو خيانة واحدة قد تؤدِّي إلى القضاء على كرامة الإنسان وشرفه ، وتُبدِّل حياة العِزِّ إلى الذِّلِّ والسوء ، فقرَّر في قرارة نفسه أنْ يبتعد حتَّى عن مُجرَّد التفكير بالخيانة والذنب ، ويضع على الدوام نُصب عينيه الطهارة والتقوى والنزاهة ، وكان لسلوكه السليم هذا مردودٌ إيجابيٌّ عليه ، فقد رفعه عِزَّاً وأدخله في جميع القلوب ، واتَّفق أنْ بعث عبد الملك بن مروان جاراً له وهو قائد عسكريٌّ كبير بمَعيَّة جيش المسلمين في مُهمَّة لقتال الروم ، فاستدعاه الجار قبل توجُّهه إلى ميادين القتال ، وأودعه جميع ماله البالغ عشرة آلاف دينار مِن الذهب ، وأوصاه بأنْ يحتفظ بالمال كأمانة لديه حتَّى عودته مِن القتال إنْ سَلِم ، ووعده بأنْ يُعطيه أجراً على أمانته ، وإذا لم يَعُد فأوصاه بأنْ يُسلِّم المبلغ إلى أُسرته متى ما ضاقت عليهم الأرض ، بعد أنْ يقتطع منها عُشرها ليعيشوا حياة كريمة ... وهكذا كان ، فقد رحل القائد دون أنْ يعود .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست