قال الصادق (عليه السلام) : (رجل مِن أهالي جَبَل ـ في زمن خلافة علي بن أبي طالب (عليه السلام) ـ قصد حَجَّ بيت الله الحرام وكان له غُلام معه . فارتكب الغُلام ذنباً وعندها ضرب المولى الغُلام تأديباً .
التفت الغُلام إلى مولاه وقال : أنت لستَ بمولاي بلْ أنا مولاك !
فقررا أنْ يذهبا إلى الكوفة . وعندما وصلا إلى الكوفة ذهبا إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال الذي ضرب الغُلام : أصلحك الله ، هذا غُلامٌ لي ، وإنَّه أذنب فضربته فوثب عليَّ .
وقال الآخر : هو ـ والله ـ غلامٌ لي ، إنَّ أبي أرسلني معه ليُعلِّمني ، وإنَّه وثب عليَّ يدَّعيني ليذهب بمالي .
قال : فأخذ هذا يَحلف ، وهذا يَحلف ، وهذا يُكذِّب هذا ، وهذا يُكذِّب هذا .
قال فقال عليٌّ (عليه السلام) : انطلقا فتصادقا في ليلتكما هذه ، ولا تجيئاني إلاّ بحَقٍّ .
فلمَّا أصبح أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لقَنبرٍ : اثقُب في الحائط ثَقبين .
قال : وكان إذا أصبح عقَّب حتَّى تصير الشَّمس على رمحٍ يُسبِّح .
فجاء الرَّجلان واجتمع النَّاس ، فقالوا : لقد وردت عليه قضيَّةٌ ما ورود عليه مثلها لا يخرج منها .
فقال لهما : ما تقولان ؟
فحلف هذا ، إنَّ هذا عبده . وحلف هذا ، إنَّ هذا عبده .
فقال لهما : فإنِّي لست أراكما تصدقان . ثمَّ قال لأحدهما : أدخِل رأسك في