روي أنَّه لمَّا حُمل عليُّ بن الحسين (عليهم السلام) إلى يزيد هَمَّ بضرب عُنقه ، فوقَّفه بين يديه وهو يُكلِّمه ليستنطقه بكلمةٍ يوجب بها قتله ، وعليُّ بن الحسين (عليه السلام) يُجيبه حيثما يُكلِّمه وفي يده سِبحةٌ صغيرةٌ يُديرها بأصابعه وهو يتكلَّم .
فقال له يزيد : أنا أُكلِّمك وأنت تُجيبني وتُدير أصابعك بسبحةٍ في يدك ، فكيف يجوز ذلك ؟
فقال : (حدَّثني أبي عن جَدِّي (صلى الله عليه وآله وسلم): أنّه كان إذا صلَّى الغداة وانفتل لا يُكلِّم حتَّى يأخذ سِبحةً بين يديه ، فيقول :
اللَّهمَّ ، إنِّي أصبحت أُسبِّحك وأحمدك ، وأُهلِّلك وأُكبِّرك ، وأُمجِّدك بعدد ما أُدير به سِبحتي ، ويأخذ السِّبحة في يده ويُديرها وهو يتكلَّم بما يُريد مِن غير أنْ يتكلَّم بالتَّسبيح ، وذكر أنَّ ذلك مُحتسبٌ له ، ففعلت هذا اقتداءً بجَدِّي) .
فقال له يزيد مَرّةً بعد أُخرى : لست أُكلِّم أحداً منكم إلاَّ يُجيبني بما يفوز به [1] .